الاثنين، 8 يناير 2018

أساليب التقييم والكشف عن الموهوبين





مربع نص: أساليب التقييم والكشف عن الموهوبين 

 

الحلقة التدريبية الأولى
أساليب التقييم والكشف عن الموهوبين

ورقة المدرب

مقدمة
- إن عملية الكشف عن الطلبة الموهوبين والمتفوقين والتعرف عليهم أصبحت تمثّل المدخل الطبيعي لأي مشروع أو برنامج يهدف إلى رعايتهم وإطلاق طاقاتهم.
_ هي عملية في غاية الأهمية لأنه يترتب عليها اتخاذ قرارت قد يكون لها آثار خطيرة ويصنف بموجبها طالب على أنه موهوب  بينما يصنف آخر على أنه "غير موهوب".
- أصبح الاهتمام والتركيز في الوقت الحاضر ينصب على استثمار الموهبة الانسانية، وبالتالي فقد بدأت العديد من الدول في إنشاء مراكز ومدارس ومؤسسات تعنى بالطلبة الموهوبين والمتفوقين.
 _ إن العديد من المدارس والمؤسسات التي تُعنى بالموهوبين والمتفوقين تقف عاجزة عن المضي قدماً في تقديم الخدمات المناسبة لهذه الفئة، وذلك نتيجة افتقارها إلى الأدوات والخبرات المناسبة للكشف والتعرف على هذه الفئة.
- تعتبر أدوات القياس والتشخيص مؤشراً هاماً  يمكّن من تحديد نقاط القوة والضعف لدى هذه الفئة والجوانب المختلفة للموهبة والتفوق.
- دعم الجهود المبذولة في مجال الموهبة والتفوق والتميز التربوي.
- تساعد الاختبارات على جمع المزيد من البيانات الموضوعية التي تقدمها نتائج الاختبارات المتاحة للقائمين على برامج تعليم الموهوبين والمتفوقين من أجل مساعدتهم في اتخاذ قرارات سليمة يمكن تبريرها.





أهداف الحلقة التدريبية

- إعداد أخصائيي كشف عن الموهوبين والمتفوقين باستخدام الأساليب الاختبارية وغير الاختبارية المستخدمة في الكشف عن هذه الفئة للأعمار والمراحل المدرسية المختلفة سواءً في سن ما قبل المدرسة وسنوات الدراسة الابتدائية أو الأساسية
- استخدام الاختبارت في مجالي الكشف والتشخيص من أجل تقديم أفضل الخدمات التربوية للطلبة الموهوبين والمتفوقين.
- التركيز على التطبيقات العملية ودراسة الحالة للأساليب الاختبارية المستخدمة.




المستفيدون من الدورة

§       مديرو برامج رعاية الموهوبين والمتفوقين
§       أخصائيو الكشف عن الموهوبين والمتفوقين
§       المرشدون الطلابيون
§       الأخصائيون النفسيون

محتوى الدورة

الاختبارات التي سوف يتم التدريب عليها  في هذه الدورة:-
1-   اختبارات الذكاء الفردية:

* اختبار ستانفورد- بينية:المقننن على البيئة الأردنية 
* المنهجية والقدرات التي يقيسها
* تطبيقات عملية لاختبار ستانفورد- بينية
* كتابة التقارير وتفسير النتائج
* اختبار ستانفورد- بينية ، الطبعة الرابعة(1986)
* اختبار ستانفورد- بينية ، الطبعة الخامسة(2003)
* اختبار وكسلر (WISC 111) :
* المنهجية والقدرات التي يقيسها.
* تطبيقات عملية لاختبار وكسلر
* كتابة التقارير وتفسير النتائج

مزايا اختبارات الذكاء الفردية:
- تتمتع بأفضل الخصائص السيكومترية التي ينبغي توافرها في الاختبارات النفسية والتربوية المقننة.
- تتمتع بقدرة تنبؤية معقولة بالنجاح الأكاديمي والعملي.
- تعطي معلومات عن نسبة ذكاء كلية أو نسب ذكاء فرعية إضافة إلى الملاحظات التي يسجلها الفاحص في الموقف الاختباري عن المفحوص خلال الجلسات الاختبارية مما يعطي صورة أكثر شمولية حول خصائص المفحوص السلوكية في عدة مجالات.
 
      2- اختبارت الذكاء الجمعية:
* مصفوفات ريفن التتابعية المتقدمة:Raven’s Advanced Progressive Matrices
* تطبيقات عملية لاختبار ريفن للمصفوفات
* كتابة التقارير وتفسير النتائج

مزايا اختبارات الذكاء الجمعية:

- تمتاز بسهولة التطبيق والتصحيح واستخراج نسبة ذكاء انحرافية لكل مفحوص
- تخلو من العامل اللفظي مما يؤدي إلى من تقليل الأثر الحضاري والبيئي على المفحوص
- تتمتع بخصائص سيكومترية مقبولة كما أظهرت ذلك الدراسات العديدة



3-   اختبارات الإستعداد الدراسي والأكاديمي:
وتعتبر اختبارات الاستعداد وسيلة لقياس إمكانية المفحوص أو قابليته لأداء سلوك غير مرتبط بتعلم أو تدريب معين، وذلك بهدف التصنيف أو الاختيار للالتحاق ببرنامج ما.
 تعتبر اختبارات الاستعداد المدرسي والأكاديمي وسيلة لقياس مهارات عقلية، أو استعدادات ذهنية معرفية متطورة لها علاقة بمجمل خبرات المفحوص داخل المدرسة وخارجها. بهدف التنبؤ بأدائه أو قدرته على التعلم في وقت لاحق.

مدة الدورة:















أساليب التقييم والكشف عن الموهوبين

ورقة المتدرب



مقدمة
لا شك أن عملية الكشف عن الطلبة الموهوبين والتعرف عليهم تمثل المدخل الطبيعي لأي مشروع أو برنامج يهدف إلى رعايتهم وإطلاق طاقاتهم. وهي عملية في غاية الأهمية لأنه يترتب عليها اتخاذ قرارات قد تكون لها آثار خطيرة ويصنف بموجبها طالب على أنه "موهوب" بينما يصنف آخر على أنه "غير موهوب". ونظراً لهذه الأهمية لا يكاد يخلو كتاب أو مرجع متخصص في مجال علم نفس الموهبة أو تعليم الموهوبين من فصل أو مقالة تكرس لمعالجة موضوع الكشف عن هؤلاء الطلبة والتعرف عليهم. ومن جهة أخرى فإن نجاح أي برنامج لتعليم الطلبة الموهوبين يتوقف بدرجة كبيرة على دقة عملية الكشف عنهم وسلامة الإجراءات التي اتبعت في اختيارهم.

n           مراحل الكشف والتقييم

أولاً: مرحلة الترشيح والتصفية
تبدأ عملية الكشف عن الطلبة الموهوبين بالإعلان عن بدء مرحلة الترشيح، وتهدف هذه المرحلة إلى تطوير ما يسمى في المراجع الإنجليزية المتخصصة بـ Talent Pool، وهي عبارة عن مجموعة الطلبة الذين يتم ترشيحهم من قبل المعلمين وأولياء الأمور على أمل أن يجتازوا المحكات المقررة للاختيار والالتحاق ببرنامج خاص على مستوى المدرسة أو المنطقة التعليمية أو الدولة.

وتستند عملية الترشيح عادة إلى أسس أو شروط تختلف من برنامج إلى آخر ويتم تحديدها من قبل إدارة البرنامج لتسهيل مهمة المعلمين وأولياء الأمور في اتخاذ قرارات ترشيح مستنيرة. ولا يجوز أن يترك الأمر بدون تقنين لأن المعلمين كما تشير الدراسات يميلون إلى ترشيح الطلبة الذين يتمتعون بصفات تروق لهم كالطاعة والتعاون والنظافة والترتيب والصحة، وغير ذلك من صفات التوافق مع الروتين الصفي والمدرسي. أما أولئك الذين يوصفون عادة بمثيري المتاعب أو المشكلات Troublemakers فلا يتم ترشيحهم من قبل المعلمين، برغم وجود احتمالات قوية بأن يكونوا موهوبين.

ومع أن المعلمين هم الأقرب لطلبتهم والأكثر معرفة بعناصر قوتهم وضعفهم بحكم اتصالهم الدائم بهم، إلا أن النسب المئوية لدقتهم وفاعليتهم في ترشيح الطلبة الموهوبين حقاً لم تتجاوز الـ 50%(Davis & Rimm, 1989; Tannenbaum, 1983) . وحيث أنه لا يوجد بديل عملي أكثر موضوعية وفاعلية من ترشيحات المعلمين في المرحلة الأولى من عملية الكشف عن الطلبة الموهوبين ، فلا مناص من البحث في كيفية تحسين مستوى فاعلية المعلمين في ترشيحاتهم. وفي هذا الإطار قدم الباحثان هوج وكدمور (Hoge & Cudmore, 1986) اقتراحات عملية لتحقيق هذا الهدف أهمها:
   ·   تدريب المعلمين وإعدادهم للقيام بعملية الترشيح عن طريق توضيح أهداف البرنامج والتعريف الإجرائي للموهبة ومصادر المعلومات التي يحتاجها المعلم وكيفية تقدير الخصائص السلوكية في مقاييس التقدير؛
      ·        تزويد المعلمين بتعليمات وأدوات كافية لكتابة ملاحظاتهم والتعبير عن أحكامهم التي ترتبط بشروط الترشيح؛
   ·   تكليف المعلمين الذين يعرفون الطلبة حق المعرفة بعملية الترشيح، وربما يكون من المناسب لو تمت هذه العملية على شكل دراسة حالة يشارك فيها المعلمون والمرشد التربوي ومدير المدرسة بعد أن يطلعوا على أهداف البرنامج ومناهجه ومراحل عملية الاختيار؛
         
ومن الأساليب التي تساعد على زيادة فاعلية عملية الترشيح استخدام نموذج واضح يتضمن بنوداً لقيد أكبر قدر من المعلومات الموضوعية والذاتية التي تؤيد قرار الترشيح وتدعمه.
يبقى أن نشير إلى قضية هامة تتعلق بعدد الطلبة الذين يمكن ترشيحهم في هذه المرحلة، ومن الضروري أن يعالج القائمون على برنامج تعليم الموهوبين والمتفوقين هذه القضية قبل البدء بعملية الترشيح. إن معالجة هذه القضية تتطلب الإجابة عن عدد من الأسئلة أهمها:
·       كم يبلغ عدد الطلبة الإجمالي في صفوف المدرسة أو المدارس التي يخدمها البرنامج؟
·       كم يبلغ الحد الأقصى لعدد الطلبة الذين يمكن أن يستوعبهم البرنامج؟
·       ما نوع الاختبارات التي ستطبق على المرشحين في المرحلة التالية؟
·       هل سيتم اختيار كل المرشحين الذين يحققون مستوىً محدداً سلفاً من الأداء على الاختبارات اللاحقة؟ أم هل سيتم اختيار عدد محدود من أفضل المرشحين أداءً على الاختبارات؟

إن الإجابة عن هذه الأسئلة تمثل المفتاح لحل المشكلة الإجرائية المرتبطة بعدد الطلبة الذين يمكن ترشيحهم للبرنامج. وعلى أي حال يمكن أن تتراوح نسبة الطلبة المرشحين ما بين 3% و20% من مجتمع الطلبة العام. فإذا كان العدد الإجمالي للطلبة 300 مثلاً، فإنه يمكن ترشيح 60 طالباً/طالبة (بواقع 20% من العدد الإجمالي). أما إذا كان العدد الإجمالي لمجتمع الطلبة بالآلاف فإن نسبة المرشحين يمكن أن لا تتجاوز 3% كما هو الحال بالنسبة لمدرسة خاصة بالموهوبين والمتفوقين على مستوى الدولة أو المنطقة. ويقترح بورلاند وجانييه أن تكون النسبة ما بين 10% و20% من مجتمع الطلبة (Borland, 1989; Gagné, 1993)، بينما يقترح آخرون حصرها ما بين 3% و5% (Rimm, 1989 Davis &).

ثانياً:   مرحلة الاختبارات والمقاييس
تهدف هذه المرحلة إلى جمع المزيد من البيانات الموضوعية التي تقدمها نتائج الاختبارات المتاحة للقائمين على برنامج تعليم الموهوبين من أجل مساعدتهم في اتخاذ قرارات سليمة يمكن تبريرها.
ومن الناحية العملية فإن هذه المرحلة تعمل على تقليص عدد الطلبة الذين تم ترشيحهم في المرحلة الأولى بنسبة معينة تختلف من برنامج إلى آخر وذلك في ضوء عدد المرشحين والعدد الأقصى الممكن قبوله منهم. ويمكن تصنيف الاختبارات المستخدمة في الكشف عن الطلبة الموهوبين في خمس فئات، وهي:

·                 اختبارات الذكاء الفردية؛

·                 اختبارات الذكاء الجمعية؛
·                 اختبارات الاستعداد المدرسي والأكاديمي؛
·                 اختبارات التحصيل الدراسي؛
·                 اختبارات الإبداع والتفكير الإبداعي؛



أ.        اختبارات الذكاء الفردية
تعد اختبارات الذكاء الفردية من أكثر الأساليب الموضوعية استخداماً في التعرف على الأطفال الموهوبين في سن ما قبل المدرسة وسنوات الدراسة الابتدائية والأساسية. كما تعد اختبارات الذكاء الفردية أكثر هذه الأساليب دقة وفاعلية في التعرف على الأطفال الموهوبين الذين يعانون من صعوبات تعلم أو قدرات لفظية متدنية أو اضطرابات سلوكية أو إعاقات بصرية أو سمعية أو حركية. وربما لا يوجد ما هو أفضل من اختبارات الذكاء الفردية في الكشف عن الطلبة الموهوبين من ذوي التحصيل المتدني كخطوة أولى لا بد منها لمعالجة مثل هذه الحالات.

وقـد أظهـرت دراسـة مسحية  أن 49 ولاية من الولايات الأميركية الخمسين التي يوجد لديها سياسات حول تعليم الموهوبين والمتفوقين تستخدم نوعاً من الاختبارات المقننة للذكاء أو التحصيل في عمليات التعرف على الموهوبين والمتفوقين بالإضافة إلى وسائل أخرى ( جروان، 2004), ومن أشهر اختبارات الذكاء الفردية:
      ·        مقياس ستانفوردبينيه للذكاء، مراجعة عام 1960؛
      ·        مقياس وكسلر لذكاء الأطفال، مراجعة عام 1974 (WISC-R
      ·        بطارية تقييم كوفمان للأطفال (K-ABC
      ·        مقاييس مكارثي لتقييم قدرات الأطفال (MSCA

وتتكون هذه الاختبارات من عدة مقاييس فرعية تشمل عادة المحاكمات اللفظية والعددية والمجردة وقوة الذاكرة. وتقيس القدرة العقلية العامة التي يعبر عنها بالعامل العام “g” وذلك بدلالة نسبة ذكاء كلـية في جميع الاختبارات الفردية، بالإضافة إلى نسب ذكاء لفظية وأدائية في بعض الاختبارات، كما هو الحـال فـي مقياس وكسلر لذكاء الأطفال ومقياس ستانفورد-بينيه المطـور (طبعة 1986).
أما مزايا اختبارات الذكاء الفردية فهي:
1.          تتمتع اختبارات الذكاء الفردية التقليدية بأفضل الخصائص السيكومترية التي ينبغي توافرها في الاختبارات النفسية والتربوية المقننة. وبالإضافة إلى استخدام إجراءات وأساليب علمية ومدروسة في عملية بناء الاختبارات واختيار عينات التجريب والتقنين، فإن هذه الاختبارات موجودة في الميدان منذ عشرات السنين وأجريت عليها دراسات وبحوث تجريبية هائلة وتراكمت لها بيانات صدق وثبات لا حصر لها بالمقارنة مع غيرها من الأساليب الاختبارية وغير الاختبارية.
2.          تتمتع اختبارات الذكاء الفردية بقدرة تنبؤية معقولة بالنجاح الأكاديمي والعملي، وتفوق القدرة التنبؤية لاختبارات الاستعداد والتحصيل وغيرها من مقاييس الإبداع والشخصية.
     3.           لا تقتصر فائدة اختبارات الذكاء الفردية على إعطاء نسبة ذكاء كلية أو نسب ذكاء فرعية كما قد يتبادر للذهن، ولكنها تزود الفاحص بمعلومات على درجة كبيرة من الأهمية يمكن أن يحصل عليها عن طريق ملاحظته لأداء المفحوص أثناء جلسة الاختبار. وتفيد هذه المعلومات في رسم صورة اكثر شمولية حول خصائص المفحوص السلوكية في مجالات:
                                            ·                    طول فترة الانتباه؛
                                            ·                    مستوى القلق؛

                                            ·                    التكيف مع التغير؛

                                            ·                    مفهوم الذات والثقة بالنفس؛
                                            ·                    اتجاهات المفحوص في حل المشكلة؛
                                            ·                    رد الفعل على المهمات التي تتصف بالجدة؛
                                            ·                    اتباع التعليمات والقدرة على التركيز؛
                                            ·                    التأمل مقابل التسرع؛
                                            ·                    المهارة في استخدام اللغة؛
                                            ·                    علاقة المفحوص بالآخرين؛
                                            ·                    القدرة على التحمل والمثابرة؛
                                            ·                    التنظيم والتنسيق؛

4.          تقدم نتائج اختبارات الذكاء الفردية مساعدة قيمة للمعلمين والمرشدين وأولياء الأمور في تشخيص الطلبة الذين لا تعكس علاماتهم المدرسية قدراتهم الحقيقية نتيجة انعدام دافعيتهم للتعلم المدرسي لسبب أو لآخر. وهي مقاييس فاعلة في الكشف عن القدرات الحقيقية للطلبة الذي يعانون من تدني التحصيل أو صعوبات في التعلم وغيرهم من الفئات الخاصة.
5.          يوجد لأهم الاختبارات الفردية للذكاء صور مطورة ومقننة للبيئة العربية في العديد من الدول العربية مثل مصر والأردن وسوريا والكويت والسعودية. وهناك إمكانية لاستخدم جداول المعايير والصورة المطورة في السعودية والكويت مثلاً في سائر دول الخليج العربي مما يسهل على المربين والمعنيين برعاية الطلبة الموهوبين والمتفوقين عملية التشخيص والاختيار.

ب.      اختبارات الذكاء الجمعية

مصفوفات ريفن التتابعية المتقدمة Raven’s Advanced Progressive Matrices
طورت مصفوفات ريفن في بريطانيا لقياس القدرة العقلية العامة أو الذكاء لأفراد من عمر 11 سنة فما فوق، واستخدمت خلال الحرب العالمية الثانية في اختيار وتصنيف أفراد الجيش البريطاني. وقد نقلت هذه المصفوفات إلى دول عديدة واستخرجت لها معايير محلية تسهل استخدامها بفاعلية في عمليات الاختيار والتصنيف والتقييم للأفراد من ذوي القدرات العقلية العادية والمرتفعة وخاصة للأعمار من 11-25 سنة.

تتألف هذه المصفوفات من جزأين: الأول تدريبي ويضم 12 فقرة، والثاني هو الاختبار الفعلي ويضم 36 فقرة متدرجة الصعوبة تتألف كل منها من مجموعة تصاميم هندسية حذف جزء منها ويليها ثمانية بدائل، وعلى المفحوص أن يختار من بينها البديل الذي يكمل التصميم. وتستخدم جداول المعايير المرافقة للمصفوفات في تحويل الدرجات الخام إلى نسب ذكاء انحرافية لفئات الأعمار المختلفة بمتوسط قدره 100 وانحراف معياري قدره 15.

وتتميز مصفوفات ريفن بسهولة تطبيقها وتصحيحها وتحويل الدرجات الخام عليها إلى نسب ذكاء انحرافية، إضافة إلى أنها وضعت أصلاً كاختبار ذكاء جمعي متحرر إلى حد ما من الأثر الحضاري أو البيئي لخلوها من العامل اللغوي الذي يؤخذ على اختبارات الذكاء الفردية المعروفة. وتتمتع المصفوفة بخصائص سيكومترية مقبولة كما أظهرت ذلك مئات الدراسات التي أجريت عليها لاستخراج دلالات صدق وثبات لها.

وتستخدم مصفوفة ريفن في كثير من البرامج للكشف عن الأطفال الموهوبين والمتفوقين نظراً لسهولة تطبيقها وقلة التكلفة المترتبة على استخدامها. ولكن يجب أن لا يغيب عن الذهن أن اختبارات الذكاء الجمعية لا تقارن من حيث خصائصها السيكومترية مع اختبارات الذكاء الفردية، يضاف إلى ذلك أن الدافعية لدى المفحوص وعامل السرعة في الإجابة قد يؤثران سلباً على الأداء بخلاف اختبارات الذكاء الفردية التي لا تلعب سرعة الاستجابة على أسئلتها دوراً في النتيجة كما يساعد وجود الفاحص المدرب على رفع مستوى دافعيه المفحوص. وعليه فإنه ينصح باستخدام هذا النوع من الاختبارات كأداة مساعدة تشكل مصدراً آخر للبيانات الموضوعية اللازمة لتكوين قناعات قوية لدى القائمين على برامج تعليم الموهوبين والمتفوقين أو لجان الاختيار.
جـ.      اختبارات الاستعداد المدرسي والأكاديمي
يعرف اختبار الاستعداد عادة بأنه وسيلة لقياس إمكانية المفحوص أو قابليته لأداء سلوك غير مرتبط بتعلم أو تدريب معين، وذلك من أجل التصنيف أو الاختيار للالتحاق ببرنامج ما. أما اختبار الاستعداد المدرسي والأكاديمي فهو وسيلة لقياس مهارات عقلية، أو استعدادات ذهنية معرفية متطورة لها علاقة بمجمل خبرات المفحوص داخل المدرسة وخارجها، بهدف التنبؤ بأدائه أو قدرته على التعلم في وقت لاحق. والقاعدة العامة في تمييز اختبارات الاستعداد عن اختبارات التحصيل هي أن محتوى الاختبار كلما ارتبط بالتعلم المدرسي في موضوع معين كلما كان أقرب لاختبارات التحصيل، وكلما ابتعد عن محتوى المناهج المدرسية في موضوع محدد كلما كان أقرب لاختبارات الاستعداد الأكاديمي.
د.       اختبارات التحصيل الدراسي
تهدف اختبارات التحصيل الدراسي إلى قياس أو تقييم التحصيل المعرفي المرتبط بتعلم سابق للمفحوص. وتعقد اختبارات التحصيل الدراسي بصورة جمعية. وقد تكون شاملة لمناهج مرحلة دراسية معينة في كل المواد، أو مقتصرة على مادة دراسية معينة. وقد تكون هذه الاختبارات مبنية من قبل معلم ويطبقها على مستوى الصفوف التي يعلمها، وقد تكون مبنية من قبل خبراء وتطبق على مستوى وطني كتلك الاختبارات التي تعقد في نهاية المرحلة المتوسطة والثانوية في المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية وغيرها. وتتميز اختبارات التحصيل الدراسي العامة بأنها تعطي صورة واضحة عن مجالات القوة والضعف للمفحوص في الموضوعات الدراسية المختلفة، ويمكن استخدامها كأحد محكات الكشف عن المتفوقين أكاديمياً لإلحاقهم ببرامج خاصة في بدء المرحلة الدراسية التي تعقب المرحلة التي يغطيها الاختبار. ومن الطبيعي أن تكون الاختبارات الجمعية المقننة أكثر موضوعية من حيث إجراءات بنائها ومحتواها وطريقة تصحيحها، كما أنها أكثر دقة من الاختبارات التي يضعها المعلمون.
هـ.      اختبارات الإبداع والتفكير الإبداعي
تستخدم هذه الاختبارات للكشف عن الطلبة الذين يتمتعون بموهبة إبداعية في كثير من البرامج الخاصة لتعليم الموهوبين والمتفوقين، ولا سيما في ذلك النوع من البرامج التي تركز على تقديم خبرات لتنمية الإبداع والتفكير الإبداعي لدى الطلبة. وقد تكون هذه الخبرات مرتبطة بالمناهج المدرسية وقد تكون مستقلة عنها تماماً.

          وتقيس اختبارات الإبداع ما يسمى بالتفكير التباعدي Divergent أو التفكير المنتج Productive. وتتطلب أسئلة اختبارات الإبداع والتفكير الإبداعي طلاقة ومرونة في التفكير،لأنه لا يوجد للسؤال أو المهمة إجابة صحيحة واحدة كما هو عليه الحال في اختبارات الذكاء. وربما لهذا السبب وغيره من الأسباب تفتقر اختبارات الإبداع والتفكير الإبداعي للخصائص السيكومترية التي تتمتع بها اختبارات الذكاء الفردية المعروفة، من حيث الصدق والثبات والمعايير، ولهذا لا ينصح باستخدامها منفردة في الكشف عن الطلبة الموهوبين. ويمكن أن تكون مصدراً إضافياً أو ثانوياً للمعلومات في مرحلة الاستقصاء الأولية.
ومن أشهر الاختبارات المعروفة لقياس التفكير الإبداعي اختبارات توررنس التي نشرت عام 1966 في الولايات المتحدة الأميركية واكتسبت شهرة واسعة ونقلت إلى دول عديدة من بينها دول عربية، وأعيد تقنينها لبيئات مختلفة. وشاع استخدامها في الكشف عن الأطفال الموهوبين في المرحلة الأساسية بصورة خاصة (Tannenbaum, 1983). وهي أكثر اختبارات التفكير التباعدي Divergent استخداماً.

تتألف اختبارات تورنس للتفكير الإبداعي من جزأين:

1.      لفظي، ويضم ستة اختبارات فرعية من بينها: اختبارات اسأل وخمن، الاستخدامات غير العادية، تحسين الناتج، افترض أو تخيل …الخ؛
2.      شكلي، ويضم ثلاثة اختبارات، هي: بناء الصورة، والأشكال الناقصة والخطوط المتوازية؛

وتعطي الاختبارات درجة كلية للإبداع مكونة من أربع درجات فرعية للقدرات الإبداعية التي تقيسها الاختبارات وهي الطلاقة والمرونة والأصالة والتفصيلات.
ويستغرق تطبيق الاختبارات حوالي 75 دقيقة، ويمكن تطبيقها بصورة فردية أو جمعية، ولا يحتاج الفاحص إلى خبرة أو معرفة خاصة بالاختبارات العقلية. ومع أن هذه الاختبارات وضعت أساساً كأداة بحث لدراسة جوانب من التفكير الإبداعي، إلا أنها تحولت مع الوقت كأداة تستخدم في المجالات التطبيقية التي من بينها عملية الكشف عن الأطفال الموهوبين. ونظراً لافتقار اختبارات الإبداع عموماً لدلالات صدق وثبات مرتفعة فإنه ينصح باستخدامها في عملية الكشف بحذر شديد، ولا غنى عن استخدام محكات أخرى تتمتع بخصائص سيكومترية أكثر رسوخاً مثل اختبارات الذكاء الفردية واختبارات الاستعداد الأكاديمي المقننة.
و.       مقاييس التقدير Rating Scales
تستخدم مقاييس التقدير بصورة واسعة في عملية الكشف عن الأطفال الموهوبين لأنها تقدم معلومات قيمة قد لا يتسنى الحصول عليها عن طريق الاختبارات الموضوعية بأنواعها المختلفة، وقد تستخدم هذه المقاييس في مرحلة الترشيح أو في مرحلة الاختبارات. وهناك أشكال متنوعة بعضها يعبأ من قبل المعلمين أو المرشدين الذين يعرفون الطفل في المدرسة، وبعضها يعبأ من قبل الأهل أو الرفاق أو الطفل نفسه إذا كان في مرحلة عمرية مناسبة. أما المعلومات التي يمكن تجميعها عن طريق مقاييس التقدير فتشمل ما يلي:

1.      معلومات حول الخصائص والسمات السلوكية الشخصية المشتقة من الدراسات التتبعية للأطفال الموهوبين ، أو من سير حياة مبدعين وعباقرة تركوا بصمات واضحة في تاريخ الحضارة الإنسانية الحديث في مجالات العلوم والآداب والفنون والحكم. ومن أشهر الأمثلة على هذا النوع مقاييس رينـزولي لتقدير السمات السلوكية للطلبة الموهوبين في مجالات الدافعية والتعلم والإبداع والقيادية والموسيقى والفنون والمسرح والاتصال والتخطيط.
ومن الأمثلة على ذلك قائمة تقدير السمات السلوكية التي أعدت كأحد محكات اختيار الطلبة لمدرسة اليوبيل.



2.     معلومات حول الخصائص السلوكية والأدائية الأكاديمية المرتبطة بالمواد الدراسية المختلفة.
 وبغض النظر عن نوع مقياس التقدير المستخدم، هناك صفات مشتركة تجمع بين مقاييس التقدير بشكل عام من أهمها:

                  ·    تستخدم هذه المقاييس في تقييم خصائص الأفراد أو نتاجات أعمالهم أو ردود أفعالهم نحو مثيرات معينة؛
                                            ·          تتألف من عبارات أو جمل وصفية لسلوك أو أداء أو نتاج؛
                                            ·          تعطى العبارات فيها غالباً قيماً رقمية متصلة تتراوح بين 3-5 نقاط؛
                                            ·          لا تتمتع هذه المقاييس بخصائص سيكومترية كافية كالاختبارات المقننة؛
                                            ·          تتأثر التقديرات الرقمية بانطباعات المقدر ودقة مشاهداته؛
                                            ·          لا يوجد لمعظم مقاييس التقدير المنشورة أي معايير عامة لتسهيل المقارنة بين الأفراد؛
                  ·    تستخدم عادة عندما لا يوجد وسيلة أخرى أكثر موضوعية إما لأسباب منطقية أو عملية كارتفاع تكلفة تطوير وتقنين اختبار بدل مقياس التقدير؛

قائمة تقدير السمات السلوكية
 (تعبأ بالاتفاق بين معلمي المواد والمرشد ومربي الصف)
تتضمن القائمة التالية عدداً من السمات السلوكية التي تتفاوت درجة توافرها وقوتها لدى الطلبة الموهوبين. يرجى قراءتها بدقة وتحديد درجة الطالب من خلال ما تكون لديك من انطباعات وملاحظات عن الطالب المعني وذلك بوضع الإشارة المناسبة داخل الدائرة، ومراعاة ما يلي:
·                 الإشارة تحت الرقم 5 تعني توافر السمة بدرجة كبيرة؛
·                 الإشارة تحت الرقم 4 تعني توافر السمة بدرجة متوسطة؛
·                 الإشارة تحت الرقم 3 تعني أنك غير متأكد؛ الإشارة تحت الرقم 2 تعني توافر السمة بدرجة قليلة؛
·                 الإشارة تحت الرقم 1 تعني توافر السمة بدرجة قليلة جداً؛
·                 الإشارة تحت الرقم 0 تعني أن السمة غير ملحوظة؛

0
1
2
3
4
5
السلوكات الدالة عليها
السمة السلوكية
الرقم






يعمل بحماس وقد يحتاج في البداية إلى قليل من الحث الخارجي كي يواصل عمله وينجزه
الدافعية
1






يستطيع بأقل توجيه استخدام مصادر المعلومات المتوافرة وتنظيم وقته ونشاطاته ومعالجة المشكلات التي تواجهه معتمداً على نفسه
الاستقلالية
2






يبتعد عن تكرار ما هو معروف ويعطي أفكاراً وحلولاً جديدة وغير مألوفة
الأصالة
3






يستطيع تغيير أسلوبه في التفكير في ضوء المعطيات ولا يتبنى أنماطاً فكرية جامدة
المرونة
4






يعمل على إنجاز المهمات والواجبات بعزيمة وتصميم
المثابرة
5






يعطي عدداً كبيراً من الحلول للأسئلة التي تطرح عليه
الطلاقة في التفكير
6






يتساءل حول أي شيء غير مفهوم له، ميال لاستكشاف المجهول
حب الاستطلاع
7






يبحث عن التفاصيل والعلاقات وينتبه بوعي لما يدور حوله
الملاحظة
8






لا يتردد في اتخاذ موقف محدد، سريع البديهة، لديه اهتمامات فردية
المبادرة
9






يمارس النقد البناء ولا يقبل الأفكار أو التعليمات دون فحصها وتقيمها
النقد
10






لا يهتم بصعوبة المهام التي يمكن أن يواجهها لإثبات فكرة أو لحل معضلة حتى لو كانت نتائجها غير مؤكدة
المجازفة
11






يستطيع التعبير عن نفسه شفوياً وكتابياً بوضوح، يحسن الاستماع والتواصل مع الآخرين
الاتصال
12






يظهر نضوجاً واتزاناً انفعاليا، يحترمه زملاؤه، ويستطيع قيادة الآخرين عندما يتطلب الأمر
القيادة
13






يتعلم بسرعة وسهولة وتمكن ولديه ذاكرة قوية
التعلم
14






يزن الأمور ويتحمل مسؤولية أعماله وقراراته
الحس بالمسؤولية
15






واثق من نفسه أمام أقرانه وأمام الكبار ولا يتردد في عرض أفكاره وأعماله
الثقة بالنفس
16






يتكيف بسرعة مع الأماكن والمواقف والآراء الجديدة
التكيف
17






لا يزعجه عدم الوضوح في الموقف ويستطيع التعامل مع المفاهيم والمسائل المعقدة التي تحتمل أكثر من معنى أو حل
تحمل الغموض
18






مجموع النقاط في كل عمود






مجموع النقاط الموزونة في كل عمود






المجموع الكلي للمقياس


n         أخطاء عملية الكشف عن الموهوبين وأسبابها

هناك نوعان من الأخطاء التي يمكن أن يقع فيهما أو في أحدهما القائمون على تنفيذ عملية الكشف عن الطلبة الموهوبين هما:
   ·   اختيار طالب غير جدير بالالتحاق بالبرنامج أو لا يستفيد من التحاقه بالبرنامج لعدم حاجته إليـه، ويطلق على هـذا النوع من الأخطـاء القبـول الزائف False Positive؛
   ·   إسقاط طالب موهوب حقاً وحرمانه من الإفادة من خدمات البرنامج الخاص، ويطلق على هذا النوع من الأخطاء الرفض الزائف False Negative؛

أما لماذا تحدث مثل هذه الأخطاء فيمكن إجمال الأسباب في مجموعات حسب مصادرها على النحو التالي:
      ·        أخطاء متصلة بنظرية القياس وبناء الاختبارات والخصائص السيكومترية لهذه الاختبارات، وذلك لأن عدم الدقة الكاملة مشكلة متأصلة في أي اختبار أو قياس تربوي أو نفسي؛
   ·   أخطاء متصلة بعدم المطابقة أو ضعف الانسجام بين أساليب الكشف وطبيعة الخبرات التي يقدمها البرنامج، من ذلك أن بعض البرامج يستخدم اختبارات الإبداع في عملية الكشف بينما خبرات البرنامج في جوهرها ليست سوى صورة مكررة للخبرات المدرسية المعتادة؛
      ·        أخطاء متصلة بالسياسات والإجراءات التي يتبعها القائمون على البرنامج وكذلك المحددات التي يفرضها الواقع، كان يؤخذ في الحسبان موضوع التمثيل المتوازن لمن يتم اختيارهم على أسس عرقية أو جغرافية أو جنسية حتى يمكن الحصول على دعم اجتماعي أو سياسي أو مادي للبرنامج؛
      ·        أخطاء متصلة بأسلوب معالجة البيانات المتجمعة عند استخدام محكات متعددة في التعرف على الطلبة الموهوبين ؛
   ·   أخطاء شخصية مقصودة كالتحيز مثلاً، أو غير مقصودة ناجمة عن الجهل أو انعدام الخبرة من قبل المعلمين أو لجان الاختيار أو مطبقي الاختبارات وخاصة اختبارات الذكاء؛

ومن الناحية التاريخية فقد ارتبطت عملية الكشف عن الطلبة الموهوبين بالتقليد الذي رسخ جذوره لويس تـيرمان في الولايات المتحدة منذ  تسعة عقود ولا يزال يلقى قبولاً في كثير من دول العالم. وكان الحد الفاصل بين الطالب الموهوب وغير الموهوب مقدراً بنسبة ذكاء تعادل 140 أو أكثر على مقياس ستانفورد-بينيه للذكاء. ومع تطور نظرية الذكاء واتساع الموهبة تعددت أساليب الكشف وازداد الوعي بالأخطاء المرافقة لهذه العملية واتخذت الاحتياطات اللازمة لتقليصها إلى أدنى حد ممكن (جروان، 2004).



n         قواعد تقليل أخطاء عملية الكشف

يحتاج القائمون على برامج رعاية الموهوبين إلى تسليط الضوء على بعض القواعد الأساسية التي من شأنها زيادة فاعلية عملية الكشف وتقليل الأخطاء المرتبطة بها وتسهيل مهمة القائمين عليها في الدفاع عنها، نظراً لأن هذه القواعد منسجمة مع الاتجاهات الحديثة في الكشف عن الموهوبين والمتفوقين ورعايتهم:

1.      يجب أن ينظر إلى عملية الكشف عن الطلبة الموهوبين والتعرف عليهم على أنها جزء لا يتجزأ من خطة برنامج رعايتهم أو تعليمهم. إن الخطة الوافية لأي برنامج جيد لهذه الفئة من الطلبة تتضمن عدة مكونات من أهمها:
                    ·       تحديد واضح لمفهوم الموهبة بمعنى تعريف الطالب الموهوب المستهدف بالرعاية؛
                    ·       تحديد أساليب الكشف عن الطلبة المستهدفين بالرعاية؛
                    ·       تحديد شكل الخبرات التربوية أو المناهج التي سيقدمها البرنامج وأهدافه؛
                    ·       تحديد أسلوب تجميع الطلبة المستهدفين وفترة التجميع اللازمة لتقديم خبرات البرنامج؛
                    ·       تحديد أساليب تقييم البرنامج أو محكات الحكم على مدى تحقق أهدافه؛

2.      من الضروري استخدام عدة محكات للكشف عن الطلبة الموهوبين وذلك انسجاماً مع الاتجاهات الجديدة في نظرية الذكاء ومفهوم الموهبة، ولم يعد مقبولاً ذلك الاتجاه التقليدي الذي يسوي بين الذكاء والموهبة ويكتفي بمستوى معين من الأداء على اختبار ذكاء فردي وخاصة مقياس ستنافورد-بينيه أو مقياس وكسلر لذكاء الأطفال. إن الكشف عن الموهوبين عملية دينامية تستغرق وقتاً لجمع بيانات كافية لاتخاذ قرارات مقنعة يمكن الدفاع عنها. وكلما تعددت وتنوعت مصادر البيانات كلما قلت نسبة الخطأ في عملية الاختيار إذا تمت معالجة هذه البيانات بأساليب علمية سليمة.

3.      حتى تتحقق الغاية المرجوة من استخدام عدة محكات في الكشف عن الطلبة الموهوبين لا بد من الانتباه للخصائص السيكومترية للاختبارات المستخدمة. واستناداً للمعايير المعتمدة من قبل جمعية علم النفس الأميركية في تقييم الاختبارات، ينبغي النظر إلى ثلاث خصائص، وهي:
        أ.  إجراءات تقنين الاختبار؛
 ب. دلالات صدق الاختبار؛
 ج. دلالات ثبات الاختبار؛

          وبقدر ما يتوافر للاختبار من دلالات صدق وثبات قوية وبقدر ما تكون إجراءات تقنينه سليمة، بقدر ما يوثق في نتائجه ويستفاد منه في عملية الكشف. وعليه فإن مراجعة متأنية لأدلة الاختبارات المنشورة أو المطورة لبيئة معينة ضرورية قبل اتخاذ قرار باستخدامها.

4.      حتى يمكن تجنب أخطاء من النوعين اللذين سبقت الإشارة إليهما، ينبغي عدم التقيد بالحدود الكمـية أو النسبة المئوية الشائعة في التعريفات السيكومترية للموهوب، ولا سيما في المرحلة الأولى من عملية الكشف والاختيار. وقد رأينا نماذج من هذه الحدود على شكل نسبة مئوية تراوحت بين 1% و5%، أو على شكل نسبة ذكاء محددة. ومن الأفضل توسيع عينة المرشحين أو المتقدمين للمرحلة الثانية من عملية الاختيار. وقد شبه بعض الباحثين هذه العملية بعملية صيد السمك، وأوصوا بضرورة إلقاء شبكة كبيرة لاستيعاب عدد أكبر في المرحلة الأولى بنسبة تتراوح ما بين 10 و20% .

5.      إذا كان نظام الكشف والاختيار يشترط أن يحقق المرشح حداً أدنى من الأداء على اختبار أو أكثر من الاختبارات المستخدمة في العملية، فإنه من المستحسن أن يجري القائمون على برنامج الموهوبين دراسة حالة معمقة للطلبة الذين يقعون في أدائهم حول الحدود الفاصلة Cuts-Off، أو الذين يحصلون على درجات تزيد قليلاً أو تنقص قليلاً عن الدرجة الفاصلة التي اتخذت كنقطة فاصلة بين الموهوب وغير الموهوب. ولتوضيح ذلك نورد المثال التالي:
        ·   قررت إدارة برنامج للموهوبين اعتماد نسبة ذكاء 130 على اختبار ذكاء فردي لدخول البرنامج، وحصل طالب على نسبة ذكاء 128 بينما حصل آخر على نسبة ذكاء 132، فهل يرفض الأول ويقبل الثاني؟ وهل يمكن الدفاع عن قرار كهذا من الناحية العلمية؟
         
في ضوء ما ذكرناه حول الأخطاء المحتملة لأي عملية قياس بسبب مشكلات الصدق والثبات والتطبيق بالنسبة لجميع الاختبارات، فإنه يصعب الدفاع عن القرار المذكور. وقد يكون من المناسب إجراء دراسة حالة لكل الذين تتراوح نسب ذكائهم ما بين 125 و135 عندما تكون نقطة القطع 130، حتى يصار إلى اتخاذ قرار لا تكتنفه شكوك كثيرة، حيث أن الحالات التي تقع في هذا المدى من الدرجات توصف بأنها واقعة في منطقة الشك أو عدم اليقين Uncertainty Zone .


q       فاعلية نظام الكشف والتقييم

بالرغم من أهمية نظام الكشف والتقييم في نجاح أي برنامج لرعاية الموهوبين ، وبالرغم من الكم الهائل من الدراسات التي تناولت نظم الكشف والاختيار، إلا أن موضوع تقييم مدى فاعلية هذه النظم لم يلق الاهتمام اللازم، ولا تزال الحاجة قائمة لمزيد من الدراسات التجريبية في هذا المجال.
         
إن التقييم الشامل لنظـام الكشف والاختيـار يتطلب التركيز على مدى   ملاءمة الأدوات والاختبارات التي استخدمت في عملية الكشف عن الطلبة الموهوبين لنوعية الخبرات التي يقدمها البرنامج لهؤلاء الطلبة. وقد سبقت الإشارة إلى أهمـية الانسجام بين محكات الاختيار وخبرات البرنامج ومحكات الحكم على نجاح البرنامج، وذلك لأنه يفترض أن تكشف محكات الاختيار عن الطلبة الأقدر من غيرهم على النجاح في البرنامج. ونظراً لتنوع البرامج وتنوع الخبرات التي تقدمها، فإن استخدام أدوات أو اختبارات بعينها قد يكون أكثر ملاءمة لبرنامج معين دون غير. وإذا كان نظام الكشف والاختيار يتكون من عدة محكات، فإن الأسلوب الذي تعالج بموجبه البيانات يعد أمراً في غاية الأهمـية.


          ويمكن الاسترشاد بالمعلومات الواردة في الجدول أدناه لتقدير مدى ملاءمة الأدوات المستخدمة في الكشف والاختيار لطبيعة الخبرات التي يقدمها برنامج تعليم الطلبة الموهوبين.
قائمة مقترحة بأدوات الاستقصاء والكشف وأساليب معالجة البيانات الملائمة
حسب طبيعة خبرات البرنامج
أساليب معالجة
البيانات
أدوات الكشف
(مرحلة الاختبارات)
أدوات الاستقصاء
(مرحلة الترشيحات)
خبرات البرنامج
(نوع الموهبة)
-علامة معيارية مركبة؛
-تحليل الانحدار المتعدد؛
-نقاط القطع المتعددة؛
-اختبارات ذكاء فردية؛
-اختبارات استعداد أو قدرات عامة؛
-توصيات المعلمين والمرشدين والآباء؛
-مقاييس تقدير الخصائص الشخصية والسلوكية؛
-سجلات التحصيل المدرسي؛
-اختبارات الذكاء الجمعية؛
-معرفية عامة
-علامة معيارية مركبة؛
-نقاط القطع المفردة والمتعددة؛
-تحليل الانحدار المتعدد؛
-اختبارات استعداد خاصة؛
-اختبارات ذكاء فردية؛
-مقاييس تقدير الاستعداد الأكاديمي الخاص؛
-تقديرات معلمي المواد المختصين؛
-أعمال الطالب التراكمية في الموضوع؛
-اختبارات تحصيل جمعية؛
-قوائم تقدير الاهتمامات والميول الشخصية؛
-أكاديمية خاصة
-علامة معيارية مركبة؛
-المصفوفات؛
-دراسة الحالة؛
-اختبارات الإبداع؛
-اختبارات التفكير الناقد والإبداعي؛
-تقييم محكمين لعروض إبداعية؛
-توصيات المعلمين والمرشدين والآباء؛
-مقاييس تقدير الخصائص السلوكية الإبداعية؛
-سجل إنجازات الطالب وأعماله الإبداعية؛
-إبداعية









-دراسة الحالة الكلـية؛
-المصفوفات؛
-مقابلات شخصية؛

-ترشيحات المعلمين والآباء والرفاق؛
-السيرة الذاتية للطالب والخلفية الأسرية؛
-مقاييس تقدير الخصائص الشخصية والسلوكية القيادية؛
-مقاييس تقدير مهارات الاتصال؛
-مقاييس تقدير مهارات التخطيط؛
-قيادية
-دراسة الحالة الكلـية؛
-المصفوفات؛
-اختبارات أدائية؛
-مقابلات شخصية؛
-تقييم محكمين لعروض فنـية؛

-توصيات المعلمين المختصين وترشيحات الآباء؛
-توصيات خبراء في الفنون؛
-السيرة الذاتية للطالب والخلفية الأسرية؛
-مقاييس تقدير الخصائص الشخصية والسلوكية الفنـية؛
-قوائم تقدير الاهتمامات والميول الشخصية؛
-فنون بصرية وأدائية






         

ونقدم في الجدول التالي مقياس تقدير لتقييم نظام الكشف عن الطلبة الموهوبين أكاديمياً واختياره

مقياس تقدير
 لتقييم نظام الكشف عن الطلبة الموهوبين أكاديمياً واختيارهم

 (يعبأ من قبل المعلمين وإدارة البرنامج)
يرجى قراءة كل فقرة بإمعان وتقدير درجة موافقتك على مضمونها بوضع إشارة (O) مقابلها في العمود المناسب، علماً بأن سلم تقدير الاستجابات يتكون من المستويات التالية:
§       أوافق بشدة= 5 نقاط؛,
§       أوافق = 4 نقاط؛ غير متأكد= 3 نقاط؛لا أوافق= 2؛لا أوافق بشدة = 1؛لا تنطبق = صفر؛




الرقم

الفقرات
التقديرات
5
4
3
2
1
0
1.     
أهداف البرنامج محددة بوضوح






2.     
تستخدم محكات متعددة في عملية الكشف والاختيار






3.     
تعكس محكات الكشف والاختيار كلا من أهداف البرنامج ومناهجه الدراسية






4.     
يتم تقييم نظام الكشف والاختيار بصورة منتظمة






5.     
يقدم نظام الكشف والاختيار معلومات يمكن أن يستخدمها المعلمون في تخطيط التعليم






6.     
المعلمون مطلعون جيداً على نظام الكشف والاختيار






7.     
يجب أن يحافظ الطالب على حد أدنى من التحصيل بعد الالتحاق بالبرنامج






8.     
تؤخذ قرارات الاختبار من قبل لجنة تضم عضواً متخصصاً في القياس والتقويم أو تعليم الموهوبين






9.     
يستخدم أسلوب دراسة الحالة في عملية الكشف والاختيار






10.                        
تقبل ترشيحات المعلمين والاباء والرفاق والطلبة أنفسهم في المرحلة الأولى من عملية الكشف والاختيار






11.                        
يستطيع المعلمون الرجوع بحرية إلى ملفات الطلبة والاطلاع على بيانات عملية الكشف والاختيار






12.                        
يوجد ارتباط قوي بين أداء المقبولين على محكات الكشف والاختيار وبين تحصيلهم في البرنامج






13.                        
نظام الكشف والاختيار فعال في التعرف على الطلبة الموهوبين  متدني التحصيل






14.                        
بعض الطلبة المقبولين ليسوا بمستوى التحدي الأكاديمي للبرنامج






15.                        
صمم نظام الكشف والاختيار للتعرف على الطلبة الموهوبين الذين لديهم استعداد أكاديمي أو قدرة عقلية عامة






16.                        
يتم تقييم نظام الكشف والاختيار في ضوء محكات محددة بوضوح لنجاح البرنامج






17.                        
يشارك المعلمون في عملية مراجعة وتقييم نظام الكشف والاختيار






18.                        
الاختبارات والمقاييس المستخدمة في عملية الكشف والاختيار طورت خصيصاً للبرنامج






19.                        
يسمح نظام الكشف والاختيار للطلبة غير المقبولين بالاعتراض على قرارات إدارة البرنامج






20.                        
تمهد إدارة البرنامج لعملية الكشف بتنظيم حملة توعية للطلبة والمعلمين والأهل






21.                        
تمهد إدارة البرنامج لعملية الكشف بتنظيم حملة توعية للطلبة والمعلمين والأهل






22.                        
مجموع النقاط في كل عمود






23.                        
مجموع النقاط الموزونة في كل عمود






24.                        
المجموع الكلي للمقياس





















قبول الطلبة

تتألف أنظمة قبول الطلبة في الأكاديميات والمدارس  الخاصة بالموهوبين والمتفوقين التي تمت مراجعتها من أربعة عناصر أساسية، هي:
1.    محكّات القبول وأدوات قياسها.
2.    مراحل عملية القبول وأجندتها السنوية.
3.    الإجراءات الإدارية والفنية.
4.    السياسات أو القواعد الموجّهة لعملية القبول.


وفيما يلي عرض موجز لكل من هذه العناصر:

أولاً: محكات القبول وأدوات القياس
على الرغم من تنوع البرامج والنشاطات التربوية التي تقدمها المدارس والأكاديميات الخاصة بالموهوبين بهدف تحقيق النمو المتوازن في الجوانب المعرفية والانفعالية والحسحركية للطلبة، إلا أن الجانب المعرفي / الأكاديمي يمثّل العمود الفقري لبرامجها. واستناداً لذلك فإن معظم المحكات المستخدمة في قبول الطلبة ذات طابع معرفي يرتبط ـ إلى حدّ ما ـ بالنجاخ الأكاديمي على المستوى الجامعي، والنجاح في الحياة المهنية. وتشتمل المحكات المستخدمة في كل أكاديمية أو مدرسة على ثلاثة أو أكثر من المحكات الآتية:
أ‌.        الاستعداد الأكاديمي؛
ب‌.  الذكاء أو القدرة العقلية العامة؛
ج.التحصيل المدرسي التراكمي؛
د.القدرات الإبداعية ؛
هـ.الخصائص السلوكية والنضج الشخصي؛
و.الإنجازات والنشاطات المتميزة؛

أمّا الأدوات المستخدمة في قياس هذه المحكات فتشتمل على ما يلي:
أ‌.        اختبارات الذكاء الفردية في الأعمار الصغرى، واختبارات الذكاء الجمعية في المرحلتين المتوسطة و الثانوية؛
ب‌.  اختبارت الاستعداد الدراسي أو الأكاديمي المقنّنة في مجالي التفكير اللفظي والرياضي؛
جـ.المعدل العام للدرجات المدرسية ومعدل الرياضيات والعلوم؛
د. اختبارات التفكير الإبداعي أو الابتكاري؛
هـ. مقاييس التقدير واختبارات الشخصية والتعبير الشخصي والمقابلات الشخصية؛
و. الجوائز وشهادات التقدير والتفوق والتوصيات.
وكما يلاحظ بنتيجة المسح الشامل للمقاييس المستخدمة في الأكاديميات والمدارس المذكورة، فإنه يمكن تصنيفها إلى نوعين:
-       مقاييس اختبارية مثل مقاييس القدرة العقلية والإبداعية والاستعداد والتحصيل؛
-   مقاييس غير اختبارية مثل قوائم تقدير الخصائص السلوكية وبروتوكولات المقابلة والتوصيات والسيرة الذاتية للإنجازات والنشاطات.
أما من حيث الجهة التي تقوم بإعداد المقاييس الاختبارية وتقديمها والاشراف عليها فتنقسم إلى ثلاث فئات:
1.  اختبارات تعدها وتقدمها وتشرف عليها جهات متخصصة ومعتمدة من قبل الأكاديميات والمدارس ولا سيما أكاديميات ومدارس الرياضيات والعلوم في الولايات النتحدة الأمريكية، وذلك مثل اختبارت الاستعداد المدرسي (SAT  ) Scholastic Aptitude Tests التي تُقدّم في جميع أنحاء العالم بإشراف مؤسسة الخدمات الاختبارية التربوية التابعة لبرنامج مجلس الجامعات الامريكية Educational Testing Service (ETS) في مدينة برنستن Princeton  .
2.  اختبارات تعدها وتقدمها وتشرف عليها الأكاديميات والمدارس نفسها مثل اختبارت الاستعداد الأكاديمي التي تستخدم في عملية قبول الطلبة بمدرسة اليوبيل.
3.  اختبارات طُوّرت لها معايير محلية من قبل جامعات أو مراكز قياس أو مؤسسات وطنية مثل اختبار ريفن للمصفوفات المتقدمة لقياس الذكاء الذي طوّرت معاييره جامعة مؤتة، ويستخدم في اختيار طلبة مدراس الملك عبد الله الثاني للتميز في الاردن، واختبارات التفكير الابتكاري التي تستخدم في اختيار طلبة مدرسة المتفوقين في عين شمس بالقاهره.

ثانياً: مراحل عملية القبول وأجندتها السنوية
يتم تنفيذ برنامج قبول الطلبة في أكاديميات الموهوبين على مراحل متعددة قد تمتد من بداية العام الدراسي في أيلول / سبتمبر حتى نهايته في أوائل حزيران / يونيو من كل عام. وفي بعض الأكاديميات تبدأ عملية القبول مع بداية الفصل الثاني من كل عام وتنتهي بنهايته. وعلى الرغم من وجود مراحل متمايزة لبرنامج القبول إلا أن بعض الأكاديميات لا تقبل طلبتها دفعة واحدة في نهاية المرحلة الأخيرة قبيل نهاية العام الدراسي، وعوضاً عن ذلك تقوم بتكرار المراحل أكثر من مرة وتقبل الطلبة على دفعات، بمعنى أنها تقبل طلبات ثم تجري اختبارات ومقابلات وتتخذ قرارات وتكرّرذلك أكثر من مرة خلال العام الدراسي.
وعلى أي حال فإن المراحل التي تمرّ بها عملية القبول في الأكاديميات التي تمّت مراجعة أدبياتها تشتمل على مايلي:
1.    المرحلة التمهيدية أو مرحلة التوعية وإعلان الأجندة السنوية.
يتمّ في هذه المرحلة تنظيم لقاءات ونشر اعلانات وتوجيه مراسلات لجميع المدارس ذات العلاقة بهدف نشر رسالة الأكاديمية وشرح شروط القبول واجراءاته وعرض برامج الأكاديمية على الكوادر الادارية والاشرافية في المناطق، وتوزيع النشرات والطلبات وأجندة نظام القبول التي تحدد المواعيد والفعّاليات والمراحل والأماكن.
2.    مرحلة قبول الطلبات والترشيحات.
تهدف هذه المرحلة إلى تحديد أكبر عدد ممكن من الطلبة الذين تتوافر لديهم خصائص ومؤشرات كافية على التفوق العقلي والموهبة تبرر إتاحة الفرصة أمامهم للتنافس من أجل الالتحاق بالأكاديمية. ويسمح في هذا المرحلة بتقديم الطلبات والترشيحات المستوفية للشروط للمنطقة التعليمية التي ترتبط بها مدارس الطلبة المرشحين . ومن ثمّ ترسل لإدارة الأكاديمية أو الإدارة المعنية بالقبول. كما يسمح للطلبة وأولياء أمورهم بتقديم الطلبات مباشرة لادارة الأكاديمية في الحالات التي تغفل فيها المدراس ترشيحهم لسبب أو لآخر بما في ذلك الأسباب المتعلقة بالتحصيل المدرسي.
3.    مرحلة تطبيق الاختبارت.
يتمّ في هذه المرحلة تطبيق الاختبارات المقنّنة التي يتقرر استخدامها لقياس محكات القبول، وذلك من قبل كوادر مدرّبة في جميع المناطق وفي نفس الوقت لجميع الطلبة الذين رُشحّوا من قبل مدارسهم أو تقدموا بطلبات مباشرة للأكاديمية.


4.    مرحلة معالجة البيانات واختيار القائمة الأولية للمرشحين.
يتمّ في هذه المرحلة معالجة درجات المتقدمين على المقاييس المختلفة بهدف استخراج درجة مجمعّة لكل طالب. ثمّ يصار الى ترتيب المتقدمين في قائمة واحدة استناداً لدرجاتهم المجمّعة التي استخرجت لكل منهم. ويمكن إعداد قوائم منفصلة لكل منطقة تعليمية أو محافظة لتسهيل إجراء دراسة حالة لأعداد المتقدمين والمقبولين من كل منطقة، وتوسيع نطاق التمثيل للمناطق المختلفة إذا أمكن ذلك.
وتقوم بعض الأكاديميات الأمريكية بتشكيل لجان ثلاثية مهمتها دراسة ملفات المتقدمين وإعطاء تقدير على مدرّج من خمس نقاط، ومن ثمّ تجمع التقديرات وتُعد القوائم مرتبة من أعلى إلى أدنى حسب مجموع تقديرات المحكمين الثلاث.
5.    مرحلة المقابلات الشخصية.
يُدعى في هذه المرحلة – عادة – ضعف العدد المطلوب قبوله في الأكاديمية وذلك حسب تسلسل ترتيب المتقدمين في القائمة، وتجري المقابلات من قبل لجان مكوّنة من ثلاثة أشخاص يتبادلون الأدوار في توجيه الأسئلة التي يتضمنها نموذج (بروتوكول) المقابلة بحيث تكون من النوع المفتوح الذي يسمح بالاستطراد لكشف الملامح الإبداعية في إجابة الطالب، وطلاقته في التعبير ومرونته في التفكير وأصالة ما يطرحه من أفكار. وترصد علامة لكل طالب من قبل عضو في اللجنة، ثم يُصار إلى تجميعها وإضافتها إلى درجات الاختبارات الأخرى في اتخاذ قرار الاختيار النهائي للمقبولين. وإذا لم يتقرر اعتماد درجة للمقابلة-كما هو الحال في مدرسة اليوبيل- فإن فائدتها تنحصر في التأكد من رغبة الطالب وولي أمره بالإلتحاق، وتنويرهم حول تحديات البرنامج الأكاديمي والتربوي للأكاديمية، وضرورة التزامهم بمعايير الأداء الأكاديمي المطلوبة وأي متطلبات أخرى للاستمرار في الدراسة.
6.    مرحلة اختيار المقبولين والبدلاء وإعلان النتائج.
في ضوء نتائج المقابلة يتمّ اختيار القائمة النهائية للمقبولين والبدلاء وتُعلن النتائج حيث يدعى المقبولون لإجراء عملية التسجيل وتسديد التزاماتهم المالية ـ إن وجدت ـ في مواعيد محددة حتى يمكن تعويض المستنكفين من قائمة الاحتياط.
7.    مرحلة الاعتراضات على النتائج.
يُسمح في هذه المرحلة بالاعتراض على النتائج، وتُكلّف لجنة مختصة بدراسة الاعتراضات المقدّمة وتتخذ بشأنها قرارات نهائية غير قابلة للمراجعة.


ثالثاً: السياسات العامة للقبول
تلتزم الأكاديميات والمدارس الخاصة بالموهوبين التي تمّت مراجعة أدبياتها بعدد من المباديء والسياسات التي توجّه القائمين على دوائر قبول الطلبة فيها في جميع مراحل عملية القبول.
وتُترجم هذه السياسات إلى اجراءات وممارسات تعكس أبعاداً أخلاقية أو فنية أو قانونية أو إدارية. ويمكن تلخيص أهم هذه السياسات والمباديء فيما يلي:
1.  عدم السماح بأي نوع من الاستثناءات في قبول الطلبة مهما كانت الاسباب، والمقصود بالاستثناءات هنا قبول طلبة لا تتحقق فيهم الشروط الموضوعة ولا تنطبق عليهم المعايير والأسس المقررة سلفاً؛
2.  تحقيق أقصى درجة من العدالة والمساواة في قبول الطلبة عن طريق إتاحة فرص متكافئة للتنافس الحرّ بين جميع الطلبة الذين تتحقق فيهم الشروط الأولية لتقديم طلبات الالتحاق ولديهم الرغبة في ذلك؛
3.  اتخاذ كل مايلزم من إجراءات لتوسيع عيّنة المرشحين للالتحاق حتى يمكن تحاشي خطأ حرمان أي طالب يستحق القبول ، وذلك عن طريق مجموعة اجراءات منظمة من أهمها:
-   تنظيم حملات إعلامية وتوعوية حول برامجها التربوية ونظم القبول فيها باستخدام وسائل الاتصال المختلفة بما فيها عقد لقاءات مع الهيئات التعليمية والإدارية وأولياء أمور الطلبة والطلبة في المناطق المختلفة وفق جدول زمني محدد.
-   إرسال كميّات هائلة من المواد الإعلامية وطلبات الالتحاق الى جميع المدارس المعنيّة في المناطق التعليمية المختلفة.
-   استخدام وسائل الاتصال الالكتروني والجماهيري والإعلان في الصحف والنوادي والجمعيات المحلية على مستوى المناطق.
4.    استخدام محكات متعددة ومقاييس تتميز بخصائص سيكو مترية جيدة؛
5.  إجراء دراسة حالة للطلبة المرشحين الذين يقعون قريباً من نقاط القطع على الاختبارات المقنّنة أو الذين يقعون على الحدود الفاصلة لمؤشر الاختيار أو العلامة المجمّعة في القائمة الترتيبية للمرشحين؛
6.  السماح بالاعتراض على النتائج لمن يرغب بعد إعلان أسماء المقبولين وعرض الاعتراضات على لجنة مختصة تملك صلاحية اتخاذ القرار؛
7.  عدم قبول طلبة من خارج الولاية التي توجد فيها الأكاديمية / المدرسة أو ممن لم يمض على اقامتهم فيها سنة كاملة بالنسبة لأكاديميات ومدارس العلوم والرياضيات في الولايات المتحدة الأمريكية، أو تحديد نسبة مئوية ضئيلة لغير المواطنين كما هو الحال بالنسبة لمدرسة اليوبيل في الاردن؛
8.  مراعاة التوزيع الجغرافي ـ إلى حدّ ما ـ عند اتخاذ قرارات اختيار الطلبة من أجل تحقيق أوسع تمثيل نسبي للمناطق / المحافظات في مجتمع الطلبة، وذلك دون التزام بما يسمى نظام ألـ"كوتا" أو "الحصص" المحددة لكل منطقة؛
9.  إعطاء وزن أكبر لمؤشرات الأداء في الرياضيات والعلوم بالنسبة للأكاديميات الأمريكية، ومؤشرات الأداء في الرياضيات بالنسبة لمدرستي اليوبيل وعين شمس وذلك انسجاماً مع توجهات تلك الأكاديميات ، والاتجاهات العامة للطلبة الموهوبين في تفضيل الحصول على الثانوية العامة في القسم العلمي؛
10.تحديد محكات القبول ومقاييسها وأوزانها ؛
11. تحديد استراتيجية معالجة بيانات القبول وتجميعها؛
12. تحديد طريقة استخراج الدرجة التراكمية المعدّلة للتحصيل المدرسي السابقة، وعدد السنوات التي تؤخذ بالاعتبار؛
13. تحديد الشروط العامة للترشيح وتقديم الطلبات، وتحديد الجهات المخوّلة بالترشيح؛
14. تحديد (الحد الافصى) لعدد الطلبة الذي يقبلون في كل عام، وتحديد الصف أو المستوى الدراسي الذي سيقبلون فيه(ثالث متوسط، أول ثانوي).

رابعاً: الاجراءات الادارية والفنيّة
يتطلب نظام القبول في أكاديميات الموهوبين أتخاذ عدد من القرارات والاجراءات الضرورية المعلنة وغبر المعلنة من أجل ضمان حسن سير عملية القبول بـأكبر قدر من الشفافية والدقة. واستناداً لمراجعة أدبيات الأكاديميات المذكورة نورد فيما يلي قائمة بأهم الاجراءات والقرارات الإدارية والفنية التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند تطوير نظام قبول الطلبة:
1.    إعداد النشرات التعريفية ونماذج الطلبات والتوصيات ورصد الدرجات؛
2.    إعداد الأجندة السنوية للقبول؛
3.    تطوير قاعدة بيانات محوسبة لقيد المعلومات والبيانات ومعالجتها؛
4.  إعداد اختبارات القبول وتجريبها وتقنينها وتطوير معايير لها على عينة مشابهة لمجتمع الطلبة الذي تستهدفه الأكاديمية؛
5.  تدريب عدد كافٍ من الفاحصين على الإجراءات المعيارية لتقديم اختبارت الذكاء الجمعية أو اختبارات الاستعداد الأكاديمي إذا كانت الأكاديمية هي الجهة المعنية بذلك كما هو الحال بالنسبة لمدرستي اليوبيل وعين شمس للمتفوقين؛
6.  تجميع بيانات كافية حول مجتمع الطلبة المستهدف وتوزيعه حسب المحافظة / المنطقة، السلطة التعليمية والمدراس وعناوينها وغير ذلك من المعلومات اللازمة لتسهيل الاتصال وتقدير أعداد عينة المرشحين والمتقدمين للالتحاق بالأكاديمية؛
7.    تحديد الضوابط الاحترازية لعدم تسرب الاختبارات والمعلومات وإفشاء النتائج قبل إعلانها بطريقة رسمية.








المراجع:

جروان، فتحي (2004). الموهبة والتفوق والابداع، عمان: دار الفكر.


§        Borland, J, H. (1989). Planning and Implementing Programs for the gifted. New York: Teachers College Press, Colombia University.
§       Davis, G. A., & Rimm, S. B. (1989). Education of the gifted and talented (2nd ed.). Englewood Cliffs, NJ: Prentice-Hall.
§       Tannenbaum, A. J. (1983). Gifted Chlidren : psychological and educational perspectives. New York: Macmillan.
§       Hoge & Cudmore,(1986). The use of teachers - judgment  measures in the identification of gifted pupils. Teaching and teacher education, 2 (2), 181 – 196.
§ Gagne’, F. (1993, August). Why stress talent development ? paper presented as part of a symposium on “ Talent Development” at the Ten th World Conference on Gifted and Talanted Children. Toronto, Canada.

§  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق