المقاييس العلمية
لكشف
الموهوبين والمبدعين
نماذج نظرية وتطبيقية عملية
دراسة تقدم بها
لتحقيق شراكة حقيقية مع المؤسسات التعليمية
لتوسيع دائرة التدريب لجميع فئات الكوادر التعليمية العراقية

الدكتور حازم محمد أللهيبي
أستاذ العلوم المعرفية والباراسيكولجي

2008

المقدمة
في ظل ضرورة إحداث التكامل بين المحتوى التعليمي ومهارات التفكير الإبداعي ضمن المناهج الدراسية وبناء قدرات الكوادر التعليمية قامت الجامعة الوطنية العراقية للمجتمع المدني قسم البحوث والدراسات تقديم الدعم للموهوبين والمبدعين انسجاماً مع أهداف الحملة العالمية لرعاية الموهبة والإبداع و تطوير التعليم بشكل عام بما يتناسب ومتطلبات اللحاق بركب التقدم العلمي وتطوره.
ولهذا تبنت الجامعة الوطنية العراقية للمجتمع المدني خطة للعام 2007/2008 للتركيز بشكل خاص على تعليم التفكير الإبداعي للمشرفين والمتعلمين في المدارس وتدريبهم على استخدام مهارات التفكير الإبداعي مما يتيح إمكانية الأداء المتميز وقدرات أبداعية عالية نستطيع ملاحظتها والعمل على تنميتها بيسر وسهوله فكلما كانت البيئة التعليمية ثرية علمياً, كلما زاد توقعنا الايجابي لأداء متميز من قبل المعلمين المتعلمين.
وقد يكون الاهتمام بإقامة ورش العمل والدورات التدريبية وتثقيف كوادر التعليم بالطرق الحديثة للتدريس وتوفير البيئة التربوية في هذا المجال من الأمور التي تعكس الاهتمام بتنمية قدرات الكادر التعليمي وبالتالي تنمية قدراتهم المعرفية والفنية والمهارية وهذا ما تسعى الجامعة الوطنية العراقية إلى تحقيقه وتطبيقه الفعلي في البيئة المدرسية, حيث قامت الجامعة منذ إنشائها وحتى الآن بتدريب ما لا يقل عن 74 متخصص من المعلمين والمعلمات والمشرفين والمشرفات في كافة المستويات التعليمة .
كما سعت الجامعة إلى تحقيق شراكة حقيقية مع المدارس لتوسيع دائرة التدريب لجميع فئات كوادر التعليم وتبني الإدارات المدرسية سياسة نقل اثر التدريب كمنهج أساسي لكل مدرسة يشارك أعضائها في مثل هذه الورش والدورات التي لا تزال الجامعة تحرص على إعدادها وتنفيذها بهدف زيادة فرص تطوير وبناء قدرات الكوادر التعليمية في مدينة الموصل بدرجة أساسية و بما ينعكس على تطوير المؤسسات التعليمية والمدارس ورفع أداء التلاميذ وفق المعايير الدولية المعتمدة .والذي بدوره سيؤدي إلى زيادة فرص إبراز المواهب ومن ثم العمل على تبنيها وتنميتها ومن هنا فإن الجامعة تسعى في إطار تطوير خططها وبرامجها إلى تنفيذ عدة مشروعات خلال العام 2008 نوجزها فيما يلي :-
أولاً : مشروع تعليم التفكير الإبداعي في المدارس:-
• عقد شراكة مدرسية مع مديرية تربية محافظة نينوى لتنفيذ مشروع تعليم التفكير الإبداعي الذي ينفذ للطلاب والمعلمين على حد سواء من أجل إيجاد بيئة مدرسية تسهم في تنمية التفكير الإبداعي لدى الطلاب.
• يتولى أخصائي الجامعة مشروع تعليم التفكير الإبداعي للفصول المطبق عليها البرنامج وذلك باستقطاع حصة أسبوعية لتعليم مهارات التفكير الإبداعي.
ثانياً: يهدف هذا المشروع إلى تحقيق الأهداف الآتية:-
• تدريب المعلم على استخدام قدرات الإبداع في المقرر المدرسي.
• تدريب المعلم على استخدام بعض المقاييس التي تساعدهم على اكتشاف الموهوبين.
• تدريب الطلاب على تطبيق القدرات الإبداعية في المواقف اليومية.
• تنمية الإمكانات الإبداعية لدى المعلم والطالب.
• رعاية المواهب الطلابية وصقلها.


ثالثاً: يتضمن المشروع خبرات ومعارف تعليمية وأنشطة وبرامج إثرائية مثل :-
• الزيارات الميدانية واللقاءات مع المتخصصـين والمناقشات الجماعية ( الحوار، الكتابة) كتابة الأبحاث و عرض الأفلام وورش إثرائية حسب اهتمام الطلاب مما يسمى التجمعات الاثرائية.
• إعداد وتنظيم بعض الدورات التدريبية المحلية والخارجية يشارك فيها فئات من المعلمين والمعلمات والتربويين ضمن إطار تطبيق مهارات التفكير الإبداعي في المقرر المدرسي والتي تساعد على اكتساب طرق وأساليب حديثه في المنهج المدرسي تثري حياة الطالب وتساعد على إبراز مواهبه وميوله.
• عقد محاضرات لعدد من المدارس الحكومية والمستقلة والتي تركز على أهمية التوعية بتعليم مهارات التفكير الإبداعي للطلاب في المدارس وكيفية غرس المهارات في المقرر المدرسي وإشراك الأسر في حضور مثل هذه المحاضرات.
• تنفيذ بعض الأبحاث المتعلقة بتطبيق البرامج الاثرائية في الميدان المدرسي.
• متابعة مشروع تنمية مهارات المبدعين من الطلاب والطالبات وتقديم الاستشارات المناسبة فيما يتعلق بمجال الإبداع والموهبة.
وعلى ضوء ما تقدم سوف نقسم الدراسة إلى ثلاث فصول نتحدث في الفصل الأول عن العلاقة بين الذكاء والموهبة والإبداع ونتطرق في مبحثه الأول عن تعريف الموهبة وفي المبحث الثاني من هو الموهوب و ما هو معيار الموهبة أما المبحث الثالث فسنتحدث عن طرق اكتشاف وخصائص المبدعين والموهوبين أما الفصل الثاني فسيكون عن برامج تعلم مهارات التفكير والإبداع ومبحثه الأول عن برامج تعليم مهارات التفكير وفي المبحث الثاني طرق تهيئة كوادر الموهوبين أما المبحث الثالث عن خصائص عن الموهبة والذكاء ويأتي الفصل الثالث فالمبحث الأول سيكون عن أساليب تحديد الموهوبين والمبحث الثاني عن الدراسات الحديثة لتحديد الموهبة والإبداع والمبحث الثالث سنتطرق عن المشكلات التي تواجه الموهوبين بعدها سيكون لنا وقفة عن الجانب التطبيقي لنماذج تعليم الموهوبين ورشة العمل التدريبية وأخيرا الاستنتاجات والتوصيات.
الباحث
الفصل الأول
العلاقة بين الذكاء والموهبة والإبداع
الفروق الفردية ظاهرة عامة بين الأفراد ، فأفراد النوع الواحد يختلفون فيما بينهم ، فلا يوجد فردان متشابهان في استجابة كل منهما لموقف واحد ، وهذا الاختلاف والتمايز أعطى الحياة معنى ، وجعل للفروق الفردية أهمية في تحديد وظائف الأفراد ، وهذا يعني أنه لو تساوى جميع الأفراد في نسبة الذكاء على سبيل المثال فلن يصبح الذكاء حينذاك صفة تميز فردا عن آخر، وبهذا لا يصلح جميع الأفراد إلا لمهنة واحدة
إذاً ما هو الذكاء ؟ وما هي الموهبة ؟ وما الفرق بين الموهبة والإبداع ؟
الذكاء :
قدم علماء النفس على اختلاف مدارسهم تعريفات شتى للذكاء ، بعضها يتعلق بوظائفه، وبعضها يتعلق بالطريقة التي يعمل بها، ونتيجة لهذا وجدت تعريفات متعددة لهذا المفهوم مما جعل الباحثين يصنفون هذه التعريفات إلى ثلاث مجموعات :
الأولى : تؤكد على الأساس العضوي للذكاء : وهذه المجموعة تعرف الذكاء بأنه قدرة عضوية فسيولوجية تلعب العوامل الوراثية دوراً كبيراً فيها .
الثانية : تؤكد على أن الذكاء ينتج من التفاعل بين العوامل الاجتماعية والفرد, فالذكاء في نظرها القدرة على فهم اللغة والقوانين والواجبات السائدة في المجتمع وهنا تكون العوامل الاجتماعية هي العوامل المؤثرة في الفروق بين الأفراد في الذكاء.
الثالثة : فهي فئة التعريفات التي تعتمد على تحديد وملاحظة المظاهر السلوكية للحكم على ذكاء الفرد .
الإبداع:
أما الإبداع فإن أسهل تعريف له هو العملية التي تؤدي إلى ابتكار أفكار جديدة، تكون مفيدة ومقبولة اجتماعياً عند التنفيذ, وهناك تعريف شامل "هو مزيج من الخيال العلمي المرن، لتطوير فكرة قديمة، أو لإيجاد فكرة جديدة، مهما كانت الفكــرة صــغيرة، ينتج عنها إنتاج متميز غير مألوف، يمكن تطبيقه واستعماله"
( الحمادي , 2005 . 2).
إذاً الإبداع هو إنتاج أفكار جديدة خارجة عن المألوف، بشرط أن تكون أفكار مفيدة.
الموهبة:
أن للمدرسة دور أساسي في صقل الموهبة وتنميتها، كذلك للأسرة دورها الأساسي في اكتشاف الموهبة وتشجيع الطفل على الإبداع, ويتميز الطفل في سنواته المبكرة بفطرة وتلقائية وانفعالات خاصة ليس لها ضوابط منطقية يمكن للكبار أن يحولوا دون حدوثها لكن المهم هو مدى ونوعية استجابة الكبار لهذه الانفعالات والسلوكيات وهنا يأتي دور الاستجابة في تعديل سلوك الطفل والقدرة على إحداث التوازن النفسي وإشباع حاجاته الصغيرة وكسر نزعة العدوان داخله وتوجيه طاقاته إلى الأنفع والأجدى والإبداع.
فإن النمو العقلي للصغير يرتبط بعوامل كثيرة بعضها موروث والبعض الآخر تشكله البيئة التي يولد فيها بما في ذلك الأسرة والأصدقاء والتعليم ,فالموهبة لا تظهر في فراغ, بل تحتاج إلى مناخ اجتماعي يتسم بالثراء والإيجابية والانفتاح سواء في الأسرة أو في المدرسة أو بين الأقران, وفى المحتوى البيئي أيضاً ، فهذه العوامل المحيطة بالطفل قد تعزز أو تحبط دوافعه وحريته في التعبير أو التفكير الإبداعي.
كما أنه لا تعارض بين الموهبة والإبداع, فالموهبة استعداد فطرى طبيعي, والإبداع هو كيفية إخراج الموهبة إلى حيز الوجود, والمبدع الموهوب له رغبة في إظهار ميوله تجاه ما يحب, سواء الأدب أو الرسم أو الاختراع العلمي أو أي مجال آخر.(العتوم,2007. 237 )
لقد اعتنى الإسلام بالموهوبين فكانت توجيهاته في إشباع مواهبهم توجيهات ربانية سامية موافقة للطبيعة البشرية ومتوازنة معها بما يتوافق مع حياة الإنسان ،وقد تميز المسلمون في هذا المجال بداية من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعنايته الدقيقة الفائقة لعموم المسلمين والمتميزين منهم بشكل خاص كأسامة بن زيد في القيادة وعبد الله بن عباس في الفقه وخالد بن الوليد في الشجاعة وحسان بن ثابت في الشعر وغيرهم.

المبحث الأول
تعريف الموهبة
إن الموهبة تعني العطية للشيء بلا مقابل وهذا المصطلح سنتعرف عليه من خلال تقديم معنى الموهبة لغةً واصطلاحاً.
تعريف الموهبة لغةً :-
تعريف المختار الصحاح للموهبة بأنها ( وهب- أي وهب له شيء والاتهاب هي قبول الهبة) والموهبة هي الشيء الذي يملكه الإنسان.
أما قاموس لسان العرب فيعرف الموهبة بأنها ( وهب – يهب – وهوب – أي يعطيه شيئاً) وفي قاموس المنجد نرى أن الموهبة بأنها ( وهب – أي إعطاء الشيء إياه بلا عوض ) وتعريف قاموس المحيط للموهبة بأنها ( وهب - يهب – والموهبة العطية والسحابة وأوهب الشيء له أي دام له) .ومما سبق من القواميس العربية نجد أن كلمة موهوب أتت من الأصل وهب وتجمع كل القواميس العربية على أن كلمة وهب هي العطية أي الشيء المعطى للإنسان والدائم بلا عوض .
تعريف الموهبة اصطلاحاً :-
الموهبة فهي قدرة متميزة وذاتية, ولكنها تتميز بالخصوصية, والموهبة تختلف عن الهواية فالموهبة توجد لدى الفرد منذ نشأته لكنها تتبلور عن طريق التدريب والتزود بالمعرفة,أما الهواية فنستطيع أن نكتسبها ونخلقها داخل نفوس الأطفال ولكن لابد أن نراعي مسألة تقاربها وتناسبها مع إمكانيات الطفل ورغباته وتلعب الموهبة والهواية دورًا إيجابيًا في حياة الإنسان فهي تساعده علي تحقيق ذاته .(لويس معلوف,1956. 306 ).
تطور مفهوم الموهبة
كانت أولى المحاولات العلمية لفهم ظاهرة الموهبة والتفوق العقلي هو ما قام به جالتون عام 1869م من خلال التعرف على دور الوراثة في تكوين الموهبة والتفوق الذهني ، حيث استخدم في محاولته هذه مصطلح العبقرية والتي عرفها بأنها : "القدرة التي يتفوق بها الفرد والتي تمكنه من الوصول إلى مركز قيادي سواء في مجال العلوم والسياسة و الفن و القضاء و القيادة . إلا أن هذا المصطلح اختفى سريعا وحل محله مصطلح التفوق العقلي والمتفوقون عقليا وأصبح هذا المصطلح هو الأكثر استخداما وتداولا في البحوث والدراسات والبرامج التعليمية. (جالتون,1869.28). ثم توالت البحوث والدراسات للتعرف على الموهوبين حتى جاء ستانفورد بينيه عام 1905 م فطور اختبار للذكاء عرف فيما بعد باسمه اختبار ستانفورد بينيه لتطبيقه في تصنيف الأطفال والتعرف على ذوى الذكاء المنخفض والذين سموا بالمتخلفين عقلياً ، وذوى الذكاء المرتفع والذين أطلق عليهم المتفوقين عقلياً وأصبح هذا المقياس من أهم المقاييس التي تستخدم في التعرف والكشف عن الموهوبين وقد دعم هذا الاتجاه لقياس الذكاء ظهور العديد من النظريات والمفاهيم حول القدرات العقلية.(الجراح, 2007. 168 )
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بدأ التنافس يظهر بين الدول المتقدمة في التطور التقني وبدأت الحاجة إلى المزيد من التركيز على الإبداع والابتكار فظهرت عدة مفاهيم جديدة للقدرات العقلية, أهمها مفهوم التكوين العقلي الذي اقترحه جيلفورد عام 1959م والذي لخصه في أن التكوين الذهني يتضمن عدة أبعاد هي :
 التكوين الذهني
 العمليات العقلية
 التفكير ألتباعدي
 التفكير ألتقاربي
 المواقف السلوكية و التقويم
ثم توالت الدراسات لاحقاً وظهرت مفاهيم جديدة عرفت الابداع والابتكار و يعتبر احدث تعريف لاقى إقبالا واهتماما كبيرا من الباحثين, التعريف الذي طوره الدكتور رنزولي 1978م مصمم البرنامج الاثرائي الثلاثي الأبعاد حيث يؤكد رنزولي أن الموهبة تتكون من التفاعل بين ثلاث مكونات للسمات الإنسانية وهي:-
(القدرة العقلية العالية و القدرة ألابتكاريه المرتفعة و الدافع القوى للإنجاز والمثابرة)
فمن هذا التعريف ينطلق بان الموهوبون هم الذين يمتلكون أو لديهم القدرة على تطوير هذا الترتيب من الخصائص والسمات واستخدامها في أي مجال من المجالات الإنسانية وهؤلاء الموهوبون يحتاجون إلى فرص تربوية وخدمات تعليمية لا تتوافر عادة من خلال الدراسة العادية في المدارس . ( بشارة , 2007. 581 )
وان السبب الرئيسي لاهتمام العلماء بهذا التعريف هو أن أي موهوب من الضروري له في أي مجال من المجالات أن يستخدم الخصائص الثلاث وهي القدرة العقلية العالية و القدرة ألابتكاريه المرتفعة و الدافع القوي للإنجاز والمثابرة.
من هذه التعاريف جميعها ظهر لنا تعريفاً شاملا استعمل في الدراسة التي تمت في مركز البحوث والدراسات للجامعة الوطنية العراقية بان الطالب الموهوب هو الذي يتوفر لديه استعدادات فطرية وقدرات عقلية غير عادية أو أداء متميز عن بقية أقرانه في مجال أو أكثر من المجالات العلمية والإنسانية وخاصة مجالات التفوق العقلي والتفكير ألابتكاري والإبداعي والتحصيل العلمي والمهارات والقدرات الخاصة.


المبحث الثاني
من هو الموهوب و ما هو معيار الموهبة
من هو الموهوب

في نقاش دار بين " المختصين في مجال الموهبة والإبداع و مركز البحوث والدراسات للجامعة الوطنية العراقية " وبين الأستاذ لويس بيتر أستاذ علم الموهبة والوراثة الجينية جامعة بيرن الألمانية في لقاء رائع جمعنا في مؤتمر تنمية المهارات الفكرية في جمهورية مصر العربية حيث سألوا من هو الموهوب ؟
سؤال غريب من أساتذة يرعون الموهوبة لفترة ,أكيد قد تكون كارثة أن لا أعرف من هو الموهوب وما هي السمات التي يتصف بها, لكن إن حوارنا مع الأستاذ لويس بيتر كان رائع وينم عن عمق التفاعل لوضع نموذج متفق عليه لتعريف الموهوب, ولهذا كان الحوار معه ليس ببعيد عن مراكز الأبحاث العالمية التربوية والتي تبحث عن من هو الموهوب وكل منهم يدلوا بدلوه في مجال الموهبة ليطلع لنا بنظرية جديدة فقد كانت انطلاقه من جالتون الذي قدم نظرية الذكاء من خلال دراسته للفروق الفردية مروراً بكاتل الذي أوجد مصطلح العمر العقلي و تيرمان الذي طور مقياس بينيه وسماه "ستانفورد - بينيه" وجعله لقياس العبقرية بعد أن كان يستخدم لقياس الإعاقات و استخدم مفهوم الموهوبين بدل العبقرية, وصولاً لرنزولي الذي ثار على المقاييس وخرج عن التقليد الذي يفرد مقاييس الذكاء كمعيار وحيد للكشف وجعل الموهبة تفاعل لثلاث مقومات القدرة العقلية فوق المتوسطة و القدرة الإبداعية والقدرات على العمل والإنجاز, وأهتم بالصفات السلوكية للطلبة المتميزين ثم جاء جاردنر الذي قدم نظرية الذكاء المتعدد ولفت أنظار العالم أن التفكير المنطقي وحدة ليس هو الذكاء فغير اتجاه البحث ليبحث عن أنواع أخرى للذكاء.( لويس بيتر , 2006 . )
ثم جاء جولمان بعدها فقدم دراسته ليركز على الذكاء العاطفي ويجعله جواز المرور للنجاح ثم ستيرنبيرغ الذي اقترح نظرية الذكاء والخبرة أو الذكاء الداخلي والذكاء الخارجي والعلاقة بينهم ,كما إن تورنس الذي أهتم بالإبداع وقياسه وإن تناسينا فيجب أن لا ننسى الأستاذ بينيه الذي صمم المقياس الأصلي لقياس الموهبة والابداع, لكننا نستمع يوميا للكثير ممن ينادون بصوت عالي بإفراد التعليم وأن لكل طالب طريقة خاصة يتعلم بها ليكون منتج .
باختصار أعيد السؤال هنا من هو الموهوب فمن حقنا نحن أيضاً أن نتساءل ونلاحظ ونجري الدراسات حيث يسود اعتقاد خاطئ دائما بأن المبدع ولد هكذا مبدعا دونما أي مجهود أو تعب ولا شك أن هذه هي الخطوة الأولى نحو تثبيط الهمم فالغالبية العظمى من الناس يعتقدون بفكرة ولادة الإبداع هكذا مباشرة مع الإنسان وبالتالي فهم لا يبذلون أي مجهود أو يحاولون حتى التفكير في قدراتهم لاعتقادهم بأن من لم يولد مبدعا فلن يكون مبدعا في حياته, ولذلك فهم لا يحاولون اكتشاف وتطوير قدراتهم ومواهبهم الدفينة بسبب انتشار مثل هذه الظنون الخاطئة.
فالإبداع هو موهبة بالإضافة إلى كونه هدفا لا ينال إلا بالتدريب والمثابرة, فقد وهب الله سبحانه وتعالى كل إنسان موهبة معينة في مجال معين من مختلف مجالات المعرفة والموهبة الإنسانية , ومهد له الطريق نحو تقوية هذه القدرة وصقل مواهبها, وبقي على الإنسان أن يسير في هذا الطريق سيرا قويما لا ينحرف فيه فيفقد القدرة على صقل مواهبه وتنمية قدراته وهذا لا يتم إلا بالتدريب وتهيئة المناخ المناسب ولابد لنا من ذكر الكيفية التي تحدد المبدعين وصناعة الإبداع وباعتقادنا هنالك مجموعة من الصفات يمكن الوقوف أمامها لكي نتمكن من تحديدها وهي صفات اجمع المختصين في مجال الإبداع على الاتفاق عليها وهي كالتالي:-
أ‌- يمتلكون المواهب والقدرات الفكرية اللازمة ,أي أنهم يمتلكون قدرات فكرية ترتقي إلى الحد الأدنى من متطلبات الإبداع, فيتقنون بشكل أو بآخر قدرات التحليل المنطقي والتفكير والتحليل والاستنتاج .
ب‌- لديهم أفق واسع من المعرفة المطلوبة وذلك لأن المعرفة هي الركن الأساس لبناء القدرات الفكرية فالتفكير لا يمكن أن يوجد إلا بوجود الأفق المعرفي المطلوب.
ت‌- تتوفر لديهم المتطلبات النفسية كالثقة بالنفس , والتصميم , وقوة الإرادة , والاهتمام بالمعرفة والتفكير وعدم الالتفات أو الاهتمام بالتوجيهات الإحباطية.
ث‌- يملكون الرغبة في التقدم ؛ فهم إيجابيو التفكير, مبادرون , ولا يخشون الفشل.( مركز البحوث والدراسات, 2006 )







المبحث الثالث
طرق اكتشاف وخصائص المبدعين والموهوبين:
هناك طرق عديدة لكشف ومعرفة المبدعين والموهوبين لكننا يتوجب أن نقف أولا على ابرز خصائص المبدعين ليتسنى لنا الكشف عنهم وتحديدهم حيث هنالك خصائص كثيرة يذكرها باحثو الإبداع غير أن من أهمها ما يلي:
أولا : ـ الخصائص العقلية:
أ ـ الحساسية في تلمُّس المشكلات: يمتاز المبدع بأنه يدرك المشكلات في المواقف المختلفة أكثر من غيره؛ فقد يتلمس أكثر من مشكلة تلح و يبحث عن حل لها، في حين يرى الآخرون أن (كل شيء على ما يرام)، أو يتلمسون مشكلة دون الأخريات.
ب ـ الطلاقة: وتتمثل في القدرة على استدعاء أكبر عدد ممكن من الأفكار في فترة زمنية قصيرة نسبياً، وبازدياد تلك القدرة يزداد الإبداع، وتنمو قابليته، وهذه الطلاقة تنتظم من خلال :-
 الطلاقة الفكرية: سرعة إنتاج وبلورة عدد كبير من الأفكار.
 طلاقة الكلمات: سرعة إنتاج الكلمات والوحدات التعبيرية واستحضارها بصورة تدعم التفكير.
 طلاقة التعبير: سهولة التعبير عن الأفكار، وصياغتها في قالب مفهوم.
ج ـ المرونة: وتعني القدرة على تغيير زوايا التفكير من جميع الاتجاهات, من أجل توليد الأفكار عبر التخلص من (القيود الذهنية المتوهمة) (المرونة التلقائية)، أو من خلال إعادة بناء أجزاء المشكلة (المرونة التكيّفية).
د ـ الأصالـة: وتعنـي القـدرة على إنتـاج الأفـكـار الجديـدة ـ على منتجها ـ وغير المكررة, فهي (أي الأصالة) تقاس بقيمة الأفكار لا بعددها، بشرط كونها مفيدة وعملية.
هذه الخصائص الأربع حددها (جلفورد)، وتشكل هذه الخصائص بمجموعها ما يسمى بالتفكير المنطلق (المتشعب)، وهو استنتاج حلول متعددة قد تكون صحيحة من معلومات معينة، وهذا اللون من التفكير يستخدمه المبدع أكثر من التفكير المحدد (التقاربي)، وهو استنتاج حل واحد صحيح من معلومات معينة.( جلفودرد , 2003)
هـ ـ الذكاء: أثبت العديد من الدراسات أن الذكاء المرتفع ليس شرطاً للإبداع، وإنما يكفي الذكاء العادي لإنتاج الإبداع ,ونضيف باعتقادنا مع ما ذهب إليه البعض إن التركيز من الخصائص المهمة.
ثانيا : ـ الخصائص النفسية:
يمتاز المبدع نفسياً بما يلي:
أ ـ الثقة بالنفس والاعتداد بقدراتها.
ب ـ قوة العزيمة ومضاء الإرادة وحب المغامرة.
ج ـ القدرة العالية على تحمل المسؤوليات.
د ـ تعدد الميول والاهتمامات.
هـ ـ عدم التعصب.
و ـ الميل إلى الانفراد في أداء بعض أعماله، مع خصائص اجتماعية وقدرة عالية على اكتساب الأصدقاء.
ز ـ الاتصاف بالسلوك المرح.
ح ـ القدرة على نقد الذات والتعرف على عيوبها.
ثالثا :- خصائص متفرقة:
أ ـ حب الاستكشاف والاستطلاع بالقراءة والملاحظة والتأمل.
ب ـ الميل إلى النقاش الهادئ.
ج ـ الإيمان غالباً بأنه قادر على تقديم الأكثر في مجال الإبداع.
د ـ دائم التغلب على العائق الذي يصرفه عن الإنتاج والعطاء.
هـ ـ البذل بإخلاص بعيدا عن حب الظهور والشهرة للبحث عن المنصب ورغبة منه في العطاء وتحقيق لذة الاكتشاف.
وهنا نتساءل هل يتوجب توفر هذه السمات جميعها في الإنسان حتى يكون مبدعاً؟
وباعتقادنا إن الخصائص العقلية ينبغي توفرها كلها بدرجة معقولة، أما الخصائص الأخرى فيستوجب أغلبها.
هناك بعض المقاييس التي يطبقها بعض من المعاصرين للتعرف على الشخص المبدع، وتقوم تلك الاختبارات على طرح بعض الأسئلة التي تقيس مستوى الثقافة وحسن التصرف، وتحدد الفارق بين المستوى العمري والمستوى العقلي تعتمد في بعضها على الرموز وتفكيكها وقسم منها يعتمد بالدرجة الأساس على الإرث المعرفي الذي يحفظه الشخص قد هيأ له مسبقاً.
لكن تلك الاختبارات في الغالب ليست دقيقة النتائج؛ حيث يضعف من مصداقيتها، ودقة نتائجها عوامل متعددة كطبيعة البيئة الأسرية والاجتماعية للفرد، والمستوى الثقافي والحضاري فيهما.



كيف يتم اكتشاف الموهوبين والمبدعين؟
يعتمد نجاح البرامج المعدة لرعاية الموهوبين إلى حد بعيد على مدى النجاح في تشخيصهم وحسن اختيارهم, ولذلك تعددت وتطورت وسائل طرق التعرف على الموهوبين، والكشف عنهم والتي من أهمها:
 ملاحظة العمليات الذهنية التي يستخدمها الطالب في تعلم أي موضوع أو خبرة في داخل غرفة الصف أو خارجها أو ورش العمل.
 ملاحظة أداء الطالب، أو نتائج تعلمه في أي برنامج من برامج النشاط، أو أي محتوى يعرض له أثناء الممارسة، أو الصور التي يعرضها في سلوك حل المشكلات.
 تقارير الطلاب عن أنفسهم، أو تقارير الآخرين عنهم، مثل: تقارير المعلمين ومشرفي الأنشطة، والآباء والأمهات، وزملاء الدراسة والمشرفين على عملية بناء القدرات من كوادر ومختصين في مجال كشف الموهبة والإبداع.
 استخدام المقاييس النفسية مثل: اختبارات الذكاء، والتحصيل، ومقاييس الإبداع.( اللهيبي , 2006. 124 ).
إلا أننا يجب أن نتذكر دائماً أنه لا يوجد طريقة واحدة يمكن من خلالها التعرف على جميع مظاهر الموهبة, لذلك فإن التعرف يتحقق بشكل أفضل دائماً باستخدام مجموعة من الأساليب المتنوعة التي تعتمد بشكل أفضل دائماً على عمل الفريق.
كما يجب أن نتذكر أيضاً أنه كلما بكّرنا في اكتشاف الطفل المتفوق أو الموهوب، وهو ما زال في مرحلة عمرية قابلة للتشكيل كان ذلك أفضل كثيراً من الانتظار إلى سن متأخرة، قد يصعب فيها توجيه الموهوب الوجهة المرجوة, نظراً لما يكون قد اكتسبه من أساليب وعادات تجعل من الصعب عليه التوافق مع نظام تربوي، أو تعليمي مكثف يعتمد صيغ وممارسات حديثة لم يعهدها سابقاً.

الفصل الثاني
برامج تعلم مهارات التفكير والإبداع
المبحث الأول
برامج تعليم مهارات التفكير
تتنوع برامج تعليم التفكير بحسب الاتجاهات النظرية والتجريبية لخبراء علم نفس التفكير, فهي برامج تعنى بتقسيم مستويات التفكير ونطاقاته ,وهي على النحو التالي :
/ 1برامج العمليات المعرفية Cognitive Operations
وتقوم على أساس بناء المهارات المعرفية للشخص ولتفكيره مثل المقارنة والتصنيف والاستنتاج لكونها أساسية في اكتساب المعرفة ومعالجتها . ومن بين البرامج المعروفة برنامج " البناء العقلي لجيلفورد" وبرنامج فيورستين التعليمي الاثرائي.
/ 2برامج العمليات فوق المعرفية Metacognitive Operations
تركز على التفكير كموضوع قائم بذاته , وتركز على تعليم مهارات التفكير فوق المعرفية كالتخطيط والمراقبة والتقييم وتقوم بدورها بالإدارة والسيطرة على العمليات المعرفية . مثل برامج " الفلسفة للأطفال و برنامج المهارات فوق المعرفية ".
/ 3برامج المعالجة اللغوية والرمزية Language and Symbol Manipulation
تركز على الأنظمة اللغوية والرمزية كوسائل للتفكير والتعبير عن نتاج التفكير معا ,وتهدف إلى تنمية قدرات التفكير والتحليل والحجج المنطقية مثل برامج الحاسوب واللغوية والحسابية.
/ 4برامج التعلم بالاكتشاف Heuristic-Oriented Learning
تقوم بوضع إستراتيجيات وأساليب محددة للتعامل مع المشكلات ,وتهدف إلى تزويد المتعلمين بإستراتيجيات لحل المشكلات في المجالات المعرفية المختلفة. وتضم هذه الخطة عدة إستراتيجيات مثل : التخطيط , إعادة بناء المشكلة , تمثيل المشكلة بالرموز والصور البيانية , والبرهان على صحة الحل .ومن أمثلة هذه البرامج برنامج " كورت لديبونو" وبرنامج " التفكير المنتج " لكوفنجتن.
/ 5برامج تعليم التفكير المنهجي Formal Thinking
تتبنى هذه البرامج فكرة التطور المعرفي ويهدف إلى تزويد المتعلمين بالخبرات والتدريبات اللازمة لنقلهم من مرحلة العمليات المادية إلى مرحــلة العمليات المجردة التي يبدأ فيها تطوير التفكير المنطقي والعلمي , وتركز على تنمية مهارات الاستكشاف والاستدلال والتعرف على العلاقات ضمن إطار المواد الدراسية التقليدية .
( العتوم واخرون , 2007. 153 )

ومن ضمن أشهر برامج تعليم التفكير ومهاراته ما يلي - :
1الحل الإبداعي للمشكلات لأوبسون.
2مهارات التفكير لتابا .
3برنامج فيورستين التعليمي الإغنائي .
4برنامج الفلسفة للأطفال للبمان .
5برنامج كورت لديبونو.
6البناء العقلي لجيلفورد .
7 برنامج التفاعل المعرفي الانفعالي لويليام


المبحث الثاني
طرق تهيئة كوادر الموهوبين
العنصر البشري هو الأساس لكل نهضة، وهو العماد لكل حركة، وبدونه تموت في مهدها أي فكرة، وعندما يشعر الأفراد في أي أمة أنهم غير قادرين على العطاء فإنما هم بذلك يعلنون العزم المبَيّت على تجميد الحركة والعمل ليصبح ذلك المجتمع بعد ذلك كالجثة الهامدة. إن هذه الظواهر الاجتماعية التي يعرفها الخاص والعام قد أدت إلى توقف العملية التربوية وسببت عوقا واضحا في سير العلمية فكان لابد من وضع الأسس الصحيحة لبناء قدرات كوادر التعليم وإعادة برمجة القوانين بما يتلاءم والثورة العلمية في بلدان العالم .
إن مهارات التفكير هي موهبة ربانية يتفضل بها الله سبحانه وتعالى على البعض, ولكنها في نفس الوقت قدرة عقلية لا تنمو إلا بالتدريب والتعلم , فمهارات التفكير والإبداع والموهبة يمكن ان تنمى بواسطة كوادر متدربة بشكل صحيح وفق المعايير الدولية ليتسنى لها المواصلة واللحاق بركب التطور العلمي , ولا يوجد دليل من واقع التجربة يؤكد على أن مهارات التفكير يمكن أن تنمو تلقائيا مع مرور الزمن أو تطور طبيعة المشكلات التي يواجهها الفرد. عليه سنتناول بعض طرق كيفية بناء مهارات التفكير عن طرق دراسة بعض برامج ومنهجيات تعليم التفكير للمدرسين.


برامج تعليم مهارات التفكير :-
تتنوع برامج تعليم التفكير بحسب الاتجاهات النظرية والتجريبية لخبراء علم نفس التفكير فهي برامج تعنى بتقسيم مستويات التفكير ونطاقاته ,وهي على النحو التالي :-
 برامج العمليات المعرفية Cognitive Operations
وتقوم على أساس بناء المهارات المعرفية للشخص ولتفكيره مثل المقارنة والتصنيف والاستنتاج لكونها أساسية في اكتساب المعرفة ومعالجتها . ومن بين البرامج المعروفة في هذا المجال برنامج " البناء العقلي لجيلفورد" وبرنامج فيورستين التعليمي الاثرائي.
 برامج العمليات فوق المعرفية Metacognitive Operations
تركز على التفكير كموضوع قائم بذاته , وتركز على تعليم مهارات التفكير فوق المعرفية كالتخطيط والمراقبة والتقييم وتقوم بدورها بإدارة والسيطرة على العمليات المعرفية . مثل برامج " الفلسفة للأطفال و برنامج المهارات فوق المعرفية ".
 برامج المعالجة اللغوية والرمزية Language and Symbol Manipulation تركز على الأنظمة اللغوية والرمزية كوسائل للتفكير والتعبير عن نتاج التفكير معا ,وتهدف إلى تنمية قدرات التفكير في الكتبة ,والتحليل والحجج المنطقية مثل برامج الحاسوب اللغوية والحسابية.


 برامج التعلم بالاكتشاف Heuristic-Oriented Learning
تقوم بوضع إستراتيجيات وأساليب محددة للتعامل مع المشكلات ,وتهدف إلى تزويد المتعلمين بإستراتيجيات لحل المشكلات في المجالات المعرفية المختلفة. وتضم هذه الخطة عدة إستراتيجيات مثل : التخطيط , إعادة بناء المشكلة , تمثيل المشكلة بالرموز والصور البيانية , والبرهان على صحة الحل .ومن أمثلة هذه البرامج برنامج " كورت لديبونو" وبرنامج " التفكير المنتج " لكوفنجتن.
 برامج تعليم التفكير المنهجي Formal Thinking
تتبنى هذه البرامج فكرة التطور المعرفي ويهدف إلى تزويد المتعلمين بالخبرات والتدريبات اللازمة لنقلهم من مرحلة العمليات المادية إلى مرحــلة العمليات المجردة التي يبدأ فيها تطوير التفكير المنطقي والعلمي , وتكز على تنمية مهارات الاستكشاف والاستدلال والتعرف على العلاقات ضمن إطار المواد الدراسية التقليدية .( العبد الله ,2007 . 56).
ومن ضمن أشهر برامج تعليم التفكير المنهجي ومهاراته ما يلي - :
1 . الحل الإبداعي للمشكلات لأوبسون.
2 . مهارات التفكير لتابا .
3 . برنامج فيورستين التعليمي الإغنائي .
4 . برنامج الفلسفة للأطفال للبمان .
5 . برنامج كورت لديبونو.
6 . البناء العقلي لجيلفورد .
7 . برنامج التفاعل المعرفي الانفعالي لويليام .( اليونسكو , 2003 . 116 )
لقد كان يقين السلف بقدرتهم على البذل والعطاء نابعاً من استشعارهم المسؤولية الفردية القائمة على الإحساس بالعزة الإيمانية, فجعلتهم مشاعل هداية، ونماذج فريدة في البذل والعطاء والتضحية, فكان الواحد منهم بأمة.
إن مما يجدر بنـا أن نستحضـره فـي كـل حـين أنه لا أحد في المجتمع يمكن أن يوضع في قائمة من هو (غير قادر على العطاء)، بل الجميع يملكون شيئاً ما إن لم يكن أشياء كثيرة يستطيعون من خلالها خدمة أمتهم.
إن خطر قتل الذات وتحييدها عن العطاء لا يمكن تجاهله أو تناسيه، خاصة في هذه الحقبة التي يقبع فيها العرب في مؤخرة الركب، وإن هذا الخطر ينبغي تداركه وعلاجه, حسماً لداء الصمت والمبالاة الذي دبّ في أوصال الجسد العربي المنهك.
ومن صور قتل الذات الذي يمارسه أحياناً بعض من يتولى القيادة التعليمية ما يلي:
1 ـ ألا تُستغل المواهب الخاصة والقدرات الفردية لدى الأفراد كل واحد منهم بحسبه، فتُقتل القدرات ويُخْنَق الإبداع، وقد خلق الله الناس مختلفين: منهم (القادة) ومنهم (السقاة) { قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 3].
2 ـ أن يُنظر إلى الجميع عند توزيع الأعمال بحيادية، حيث تتكرر الوجوه نفسها دائماً لكل الأعمال، وهذا يقتل الفئتين؛ فالعاملة تنهك بالأعمال، حتى تصبح غير قادرة على العطاء المثمر، كما تفوت الاستفادة منهم فيما لا يحسنه إلا هم، وأما الكثرة الباقية فتبقى أرقاماً لا رصيد لها في واقع الحياة.
3 ـ الحكم بالإخفاق علـى من يسـند له عمل مـا، ثم لا يتقنه، ومواجهته بأخطائه وإخفاقاته والاعتراف من المشرفين بان الخلل ابتداءً في إسناد هذا العمل له وهو لا يحسنه.
وهذا يعني اختيار الرجل المناسب للمكان المناسب
دور الإدارة في اكتشاف الطاقات؟
إن القدرة على الاستفادة من مكامن التفوق والاختيار، والتميز لدى المرؤوسين يكمن في الإدارة الناجحة, ولكي يتحقق هذا كان لزاماً على القيادات التعليمية والمربين معرفة وتمييز هذه المكامن لدى كوادرها والمستفيدين وهو ما نعنيه باكتشاف الطاقات.
إن النجاح التربوي و سر تحقيق تقدمه يتحقق من خلال تنظيم إداري وجو عمل يساعدان على اجتذاب أفضل الطاقات البشرية، وتطوير و المواهب الفردية.
يقول أحد المفكرين: «إن معرفة الرجال بعمق من أدق أعمال الرئيس وأكثرها تأثيراً، إنها ينبوع القوة التي يملكها، إنها سر الرؤساء العظام»(2).
ويمكنا هنا أن نقرر ما يلي من اجل بناء كادر متخصص للبدء بعملية إعادة البناء من اجل تنمية المواهب والإبداع :
أولاً: أن توظيف الأفراد في المجالات التي يبدعون فيها يمكنهم من أن يقدموا أفضل ما لديهم لخدمة الأهداف المرسومة.
ثانياً: أن ذلك يعتبر حافزاً لاستمرارية العطاء لدى الأفراد, حيث يحققون ذاتهم بتميّزهم وتفوقهم من خلال إمكانياتهم الحقيقية.
ثالثاً: أن في توظيف أصحاب الطاقات في المجالات التي تميزوا فيها تحقيقاً للمزيد من التألق والإبداع في مجالات عملهم.
رابعاً: أن عدم معرفة الطاقات واكتشافها يفضي إلى وضع الأفراد في أعمال لا تتناسب مع قدراتهم، مما يضعف الأعمال ويتسبب في إخفاقها.
خامساً: أن سد الثغرات بالمرؤوسين الأكفاء الذين أحسن رئيس الدائرة انتقاءهم يمكنه من التفرغ والمراقبة عن كثب لمن هم بحاجة إلى توجيه، وبهذا يستطيع من خلال معرفته للكوادر سد الثغرات، والارتقاء بالآخرين دون عناء.
سادساً: أن عدم المعرفة المسبقة بالطاقات الموجودة وتوظيفها في وقت السعة والرخاء يجعل العثور عليها في وقت الضرورة شاقاً وعسيراً، كما أنه حتى وإن تم اكتشافهـا آنـذاك قـد لا يكون هناك وقت لتطويرها وصقلها بالشكل المناسب.( مركز البحوث والدراسات ,2005. 29 )

المبحث الثالث
خصائص عن الموهبة والذكاء
إن التفكير في أبسط مفهوم وضعه الخبراء هو عبارة عن سلسلة من النشاطات العقلية والذهنية التي يقوم بها العقل عندما يتعرض لمثير ما عبر أحد حواسه الخمسة . إن التفكير مفهوم معقد ينطوي على العديد من الأبعاد والمكونات التي تعكس طبيعة تعقيد الدماغ البشري ولذلك فإن دراسته تتطلب فصولا من النظر والتحليل والاستنتاج ؛ إذ أن عملية التفكير هي عملية عقلية بالغة في التعقيد تجتمع فيها الناحيتان المعنوية والحسية , فمن الناحية المعنوية ينطوي التفكير على العديد من العمليات منها عملية العصف الذهني وعملية التحليل والاستيعاب والاستنتاج . ومن الناحية الحسية ينطوي التفكير على العديد من العمليات الكيميائية والكهربائية تحدث أثناء عملية التفكير وهذا علم آخر , أما محور حديثنا ضمن هذه الدراسة يتبلور في تفسير وتحليل العمليات المعنوية التي تحدث أثناء عملية التفكير من خلال تحديد مجموعة من الخصائص والسمات التي يشترك فيها موهوبين
خصائص الموهوبين
سمات وخصائص الموهوبين
حسب المعهد الدولي للتدريب والتأهيل
الإبداع
القيادة الدافعية التعلم محب للاستطلاع ملم بالأنظمة والقوانين
ذو كفاءة وينجز بدقة متقن لإعماله لديه حصيلة كبيرة من المعلومات لديه أفكار وحلول للمشكلات ذو ثقة كبيرة بنفسه اجتماعي
حصيلته اللغوية كبيرة سريع البديهة وقوي الذاكرة نافذ البصيرة وحلل للوقائع يسعى إلى إتمام عمله يعبر بجرأة ولا يخشى النقد حاد الملاحظة

لا يميل للإعمال الروتينية حب الاستكشاف يتمتع بالمرونة في تفكيره يفضل العمل بمفرده محبوب من الجميع مرهف الحس
بحاجة إلى قليل من الحث في عمله سريع البديهة واسع الخيال
يتمتع بروح الدعابة يهتم بأمور الكبار يعبر عن راية بوضوح يدير الأنشطة المشارك بها
كثير القراءة والمطالعة يشارك في معظم الأنشطة يميز بين الصواب والخطأ دقيق في كلامه ذواق للجمال
حازم ومغامر

خصائص عامه :
ومن الخصائص العامة التي يتفق عليها غالبية المهتمين في مجال كشف الإبداع والموهبة مجموعة من الخصائص العامة قد لا يشترك بها غالبية الموهوبين , لكن في الغالب تكون عامل مشترك في اغلبها بين الموهبة والإبداع.
 قابلية تعلم القراءة مبكرا قبل دخول المدرسة أحيانا ولديهم كم هائل من المفردات.
 قابلية تعلم المهارات الأساسية أفضل من غيرهم وبسرعة ويحتاجون فقط إلى قليل من التمرين .
 يكونون أفضل من أقرانهم في بناء الفكر والتعبير التجريدي واستيعابه .
 لهم القدرة على تفسير التلميح والإشارات من أقرانهم .
 لا يأخذون الأمور على علاتها ، غالباً ما يسألون كيف ؟ ولماذا ؟
 القدرة على العمل معتمدين على أنفسهم عند سن مبكرة ولفترة زمنية أطول
 القدرة على التركيز والانتباه لمدة طويلة .
 لديهم رغبات وهوايات ممتازة وفريدة من نوعها .
 يتمتعون بطاقة غير محدودة .
 القدرة المتميزة للتعامل الجيد مع الآباء والمدرسين والراشدين ويفضلون الأصدقاء الأكبر منهم سنا.

خصائص إبداعية ابتكاريه
 مفكرون سلسون فصحاء قادرون على التصور لعدد من الاحتمالات والنتائج والأفكار التي لها علاقة بالموضوع المطروح للنقاش .
 مفكرون مرنون قادرون على طرح بدائل واختيارات واقتراحات عند اشتراكهم في حلول المشاكل .
 مفكرون لديهم القدرة والإبداع والربط بين المعلومات والأشياء والأفكار والحقائق التي تبدو وكأن ليس لها علاقة مع بعضها .
 مفكرون مجتهدون وجادون في البحث عن الجديد من الخطوات والأفكار والحلول .
 مفكرون لديهم الرغبة وعدم التردد في مواجهة المواقف الصعبة والمعقدة وينجحون في إيجاد الحلول للمواقف الصعبة .
 مفكرون لديهم القدرة على التخمين وبناء الفرضيات أو الأسئلة .
 مفكرون من خلال اندفاعهم وحدسهم داخل نفوسهم ويبدون حساسية عاطفية تجاه الآخرين .
 مفكرون يتمتعون بمستوى غريزي عال لحب الاستطلاع والأفكار والمواقف والأحداث .
 مفكرون يعتمدون التخيلات الذكية .
 مفكرون أنشط ذهنيا من أقرانهم وغالباً ما يظهرون ذلك عند اختلاف وجهات النظر .


الخصائص التعليمية :
 يتصفون بقوة الملاحظة و رؤية التفاصيل للأمور المهمة .
 غالبا ما يطلعون على الكتب والمجلات المعدة للأكبر منهم سنا .
 يستمتعون كثيرا بالنشاطات الفكرية .
 لهم القدرة على التفكير التجريدي وابتكار وبناء المفاهيم .
 لهم نظرة ثاقبة لعلاقات الأثر والمؤثر .
 محبون للنظام والترتيب في حياتهم العامة
 قد يستاءون من الخروج على الأنظمة والقواعد .
 ليهم الرغبة في طرح الأسئلة لغرض الحصول على المعلومات بشكل دقيق ومفصل.
 عادة ما يكونون ناقدين مقيمين وسريعين في ملاحظة التناقض والتضارب في الآراء والأفكار .
 لديهم القدرة على الإلمام بكثير من المواضيع واسترجاعها بسرعة وسهولة.
 يستوعبون المبادئ العلمية بسرعة وغالبا ما تكون لديهم القدرة على تعميمها على الأحداث والناس أو الأشياء .
 لهم القدرة على اكتشاف أوجه الشبه والاختلاف وكشف ما يشذ أو يخالف القاعدة
 غالبا ما يحيطون بالمادة الصعبة ويجزئونها إلى مكوناتها الأساسية ويعملون على تحليلها وفق نظام معين .
 لديهم القدرة الجيدة على الفهم والادارك العام .

الخصائص السلوكية :
 رغبتهم في فحص الأشياء الغريبة وعندهم ميل وفضول للبحث والتحقيق.
 تصرفاتهم منظمة ذات هدف وفعالية وخاصة عندما تواجههم بعض المشاكل.
 لديهم الحافز الداخلي للتعلم والبحث وغالبا ما يكونون مثابرين ومصرين على أداء واجباتهم بأنفسهم .
 يستمتعون بتعلم كل جديد وعمل الأشياء بطريقة جديدة .
 لديهم القدرة على الانتباه والتركيز أطول من أقرانهم .
 أكثر استقلالية واقل استجابة للضغط من زملائهم .
 قدرتهم على التكيف من عدمه مع الآخرين حسب ما تقتضيه الحاجة .
 ذو أخلاق عالية وتذوق للجمال والإحساس به .
 قدرتهم على الجمع بين النزعات المتعارضة كالسلوك الهادم والبناء .
 عادة ما يظهرون سلوك أحلام اليقظة .
 يخفون قدراتهم أحيانا حتى لا يبدون شاذين عن أقرانهم .
 غالبا ما يكون لديهم الإحساس الواضح والحقيقي حول قدراتهم وجهودهم .

( المعهد الدولي للتدريب والتأهيل , 2006. 68 ).
الفصل الثالث
المبحث الأول
أساليب تحديد الموهوبين

يمكن الاستفادة من الكوادر التربوية والمشرفين على الأنشطة الطلابية في تطبيق طرائق التدريس الحديثة ، بحيث يشارك فيها جميع مدرسي المدرسة كل في مجال تخصصه وذلك من خلال تنظيم النشاطات المتخصصة بالمدارس وبرامجه العامة ، وكذلك توجيه النشاطات المتخصصة المصاحبة للمواد الدراسية لخدمة طرق الكشف والرعاية معاً ، سواء على مستوى المدارس ، أو المراكز المتخصصة في بناء قدرات الكوادر التعليمية والتي تعد خطوة رائدة وجيدة في هذا المجال الحيوي الهام ، أو من خلال تبادل الزيارات ، إضافة إلى المعسكرات والرحلات والبرامج الأخرى للكوادر والمتعلمين .
وباعتقادنا نرى أن الصف الرابع الابتدائي كمرحلة يمكن الوثوق عندها من ممارسة الطلاب للأنشطة المختلفة والتفاعل مع أقرانهم ومعلميهم ، وهي المرحلة التي يبدأ الطالب عندها في اختيار النشاط الملائم لميوله وهواياته وقدراته وخبراته ، وهي أيضاً المرحلة التي يبدأ فيها النشاط الطلابي تطبيق برامجه بحيث يكون لها الدور الأكبر في توفير الرعاية اللازمة للطلاب كل حسب موهبته ، وإعطاؤهم فرصة الممارسة والتعرف بشكل أعمق على مواهبهم ، في وقت أطول من الفرصة المتاحة حالياً داخل الفصل الدراسي وتهيئة مكان لتنفيذ الأنشطة ، وتزويدها بالوسائل والإمكانات اللازمة ، وتقديم التوجيه المركز والمتخصص بشكل فردي أو جماعي ، مما يحقق في النهاية النمو في تنمية الموهوبين طبقاً لقدراتهم .
ويمكن أن يتم هذا الأمر على النحو التالي :
1. وضع الطلاب خلال الصفوف الثلاثة الأولى تحت الملاحظة من قبل معلميهم والمرشد التربوي وبمساعدة من قبل الوالدين ، وذلك من خلال تصميم استمارة تحتوي على جميع الصفات والسمات ( الشخصية ، العقلية ، الاجتماعية ، الوجدانية ، الجسمية ) والتي تميز عادة الطلاب الموهوبين عن غيرهم من الطلاب .
2. الاستعانة بأولياء الأمور في تحديد النشاط الذي يرغب ابنهم في مزاولتها في المدرسة ، والتي يعتقد الوالدان أن ابنهم يبدع فيها ، وذلك بناءً على معرفتهم بابنهم وبما يتميز به من قدرات أو استعدادات في أي مجال من المجالات العلمية .
3. في نهاية الصف الثالث الابتدائي يكون الطالب قد نال قسطاً لا بأس به من المعارف والمعلومات الأساسية ، كما اتضحت سماته وصفاته التي تميزه عن غيره من الطلاب ، وتعرف على مجاميع النشاطات التربوية والبرامج المطبقة ، بعد أن أصبح مدركاً لقدراته وميوله وهواياته .
4. مع بداية الصف الرابع يأتي دور الطالب في اختيار أي مجموعة من جماعات النشاط التي تتفق مع رغباته وتوافق ميوله ، وذلك من خلال تصميم استمارة يقوم الطالب بتعبئتها ويذكر فيها ماذا يريد أن يمارس من أنشطة ، وذلك بعد تعريف هؤلاء الطلاب بالمجاميع المتوفرة في المدرسة وبالأهداف التي تطبقها كل جماعة على حدة .
5. يتم تحديد بعض معايير الأداء في كل نشاط من الأنشطة التربوية على حدة وفي استمارة مخصصة للملاحظة ، ويتم وضع هذه الاستمارة تحت تصرف المشرفين على هذه الأنشطة ليتم الحكم من خلالها على موهبة كل طالب في النشاط الذي يمارسه .
6. فتح ملف خاص لكل طالب موهوب يستمر معه طيلة التحاقه بمراحل التعليم العام ويكون تابع لقسم النشاط التربوية، ولكي يسهل من خلال هذا الملف متابعة هذا الطالب وتوجيهه ووضع البرامج الملائمة لرعايته .
7. التنسيق مع المدرسين لتوجيه رعاية خاصة للطلاب الموهوبين داخل الفصل كل في مادته ، وحثهم على ترشيح الطلاب المتميزين في كل مادة دراسية بناءً على الرغبة والقدرة بعيدا عن الأنانية و حب الذات .
8. تقويم الأعمال التي ينتجها الطلاب بأنفسهم من خلال المعارض المدرسية ومعارض الاختراعات والابتكارات والحكم على موهبة كل طالب في المجال الذي يبدع فيه من خلال ممارسته لذلك العمل المتميز.
9. الاستفادة من المراكز الدائمة في مؤسسات التربية والجامعة والمعاهد والمراكز الصيفية والمعسكرات والرحلات والزيارات في تكثيف الملاحظة للطلاب والحكم من خلالها على موهبتهم وما يتميزون به من قدرات واستعدادات .( مركز البحوث والدراسات , 2007 .25 )
ولابد لنا من ان نتحدث عن بعض صفات المبدعين، التي يمكن أن يلاحظها المشرفون التربويين والمدرسين لكشفها خلال السنين المبكرة للمتعلمين.
 يبحثون عن الطرق والحلول البديلة ولا يكتفون بحل أو طريقة واحدة.
 لديهم تصميم وإرادة قوية على فهم الأشياء.
 لديهم أهداف واضحة يريدون الوصول إليها والتميز بها أمام اقرانهم.
 يتجاهلون تعليقات الآخرين السلبية.
 لا يخشون الفشل.
 لا يحبون الروتين ويحثون عن التجديد.
 يبادرون في المشاركة في كل نشاط.
 إيجابيون ومتفائلون.
المبحث الثاني
أولا :-الدراسات الحديثة لتحديد الموهبة والإبداع
أن الإبداع يقع على مستويين رئيسيين مستوى الذروة وهو الإبداع المعترف به على المستوى العالمي وهذا لا يقع إلا لفئة محدودة من الموهوبين, والمستوى العادي الذي لا يخلو منه إنسان. وينبغي على التربية والتعليم أن ترعى الإبداع العادي وتشجعه ولا يقتصر دورها على إبداع الذروة, أيضاً المؤسسات التربوية ينبغي أن تتبنى المفهوم النسبي للإبداع وليس المفهوم المطلق. فالطالب الذي يأتي بشيء جديد بالنسبة له يعد مبدعاً رغم أن ما جاء به قد لا يكون جديداً بالنسبة للمعلم أو المجتمع المحلي. كما أن الإبداع يمكن أن يكون كامناً في النفس البشرية ويحتاج لمن يستثيره مما يعني أن للبيئة المحيطة بالفرد دوراً مؤثراً في إطلاق الإبداع وتنميته، ويمكن أن يظهر الإبداع أو الموهبة على شكل نتاجات مادية محسوسة أو نتاجات معنوية على شكل أفكار أو نظريات أو تأملات.( الحارثي , 2007 )

قياس الإبداع والعبقرية عن طريق علم الجرافولوجي
يعتبر علم الجرافولوجي علم قراءة وتفسير حركة الجهاز العصبي على الورق , فهو يظهر لنا من نحن ؟ وكيف نفكر ؟ , وكيف نشعر ؟ , وكيف نتصرف ؟ فهو كالأشعة التي تظهر صورة العقل , وبما أن الجهاز العصبي يتأثر بالمخ لذا فإن الخط يعتبر لغة المخ على الورق أو يعتبر بصمة العقل , كما يعتبر الخط قراءة للجهاز الحركي على الورق
اهتم علماء الجرافولوجي بتحليل خطوط العلماء والعباقرة والموهوبين للتعرف على أبرز وأهم القواعد والصفات النفسية والعاطفية والفكرية والخطية المشتركة التي تجمع بينهم للعمل على إبراز تلك الخصائص المميزة التي وضعتهم ورفعتهم في طبقة أعلى من الطبقة العادية من الناس , من أجل فهم الخريطة الذهنية والعقلية والقدرات الفعلية لهم , ومن ثم التأكد على أنها مجموعة من المقاييس والقواعد الدالة على النبوغ والعبقرية . ونظراً لأن الكتابة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالحركة العقلية والعاطفية للشخص فهي مصدر واعد محتمل لكثير من المعلومات الخفية وغير المعروفة عن الشخصية النابغة , حيث إن الدراسة المتأنية للخط اليدوي تظهر نتائج قوية عن القدرات العقلية, والكفاءة العملية لأنها تعمل على قراءة وتفسير حركة الجهاز العصبي على الورق .
وتؤكد الدراسة أن الكتابة قد لا تعطينا كل الإيجابيات لسبر أغوار الموهبة والنبوغ والعبقرية الخلاقة , لكنها تجعل فهم العباقرة والنوابغ والموهوبين أقرب وأسهل .
تكمن قيمة علم الجرافولوجي للعاملين في قطاع التعليم , في انه يتخطى الحدود في النتائج أكثر من أي امتحان أو تقييم آخر, حيث يمكن معرفة أنماط وأنواع تفكير التلاميذ, ومستوى ذكائهم ، إضافة إلى أنه يمكن من خلال علم الجرافولوجي إظهار بعض الصعوبات التعليمية مثل عسر القراءة , والكشف عن الاضطرابات النفسية والفكرية التي قد يعاني منها الطلاب والتي قد لا تظهر بشكل آخر, مما يسهل للمعلمين إرشاد تلاميذهم وفقاً لذلك , كما يمكن من خلاله الكشف عن النبوغ المبكر, والموهبة والمهارات, وخاصة ما قد يكون خافياً على الشخص نفسه أو المحيطين فيه حيث طبقت انكلترا هذه الدراسة بكثرة على مستوى المدارس الابتدائية والإعدادية , حيث يكون الطالب موهوباً ولا يعلم أن عنده موهبة .( السجان , 2007)
دراسات الفنون البصرية
إن لدراسات الفنون البصرية أهمية اكتشاف الموهوبين في الفنون البصرية منذ سن مبكرة والطرق العلمية والفنية التي يمكن من خلالها للقائمين على برامج الموهوبين الاستدلال على الموهوب في الفنون البصرية بشكل دقيق ولا يقبل للشك وتحدد مكانه على المنحنى الطبيعي لتوزيع الأفراد ، كما توضح الدراسة مفهوم الموهبة الفنية بشكل واف ومفهوم السلوك الإبداعي وخصائصه ودوره في ظهور الموهبة, وعلاقة الموهبة بالذكاء والعبقرية والتعريفات المختلفة للموهبة وتقدم مصفوفة توضح الموهبة الفنية بجوانبها وخصائصها المتعددة المتمثلة في الأصالة والمرونة والطلاقة والحس بالمشكلة والقدرة على إعادة التحديد ومواصلة الاتجاه والإثراء ، والسمات السلوكية والفنية للشخص الموهوب والفروق الفردية بين رسوم الأفراد والسمات الفنية لأعمال الموهوبين للمساعدة في اكتشافه , والأسس التربوية لتربية الموهوب وأهداف وظائف التربية الفنية والتربية الخاصة للموهوبين. وتؤكد الدراسة على المداخل المتعددة لاكتشاف الموهوب بدءا من الاختبارات المختلفة وتقدير المعلمين وترشيح الأسرة والشخص نفسه وزملاؤه له في مجال الفنون البصرية.
كذلك إن دراسات الفنون البصرية توضح خصائص الأعمال الفنية التي ينتجها الموهوب فنيا والتي تميزه عن أقرانه العاديين, وتقدم دراسات الفنون البصرية المبادئ والأسس التي يجب مراعاتها عند تعليم الموهوب فنيا حتى تؤتي العملية التعليمية ثمارها وتحقق أهدافها ونستطيع أن نقدم خدمة تعليمية ترقى إلى مستوى طموح الموهوب وتلامس توقعاته, وفيها تبيان لاختلاف برامج الموهوبين عن غيرها من البرامج.( ألعسيري , 2006)



ثانيا :- الدراسات العربية للبحث عن الموهوبين
هدفت الدراسة العربية للبحث عن الموهوبين إلى معرفة اتجاهات البحوث العلمية عن الموهوبين في العالم العربي، وهدفت أيضا إلى الكشف عن الصعوبات التي تواجه تلك البحوث. وبعد جمع وتحليل (172) بحثا عن الموهوبين مما أجري في (14) دولة عربية من 1980م إلى 2005م، تم التوصل إلى النتائج الآتية:
1- هناك تراجع في التطور الكمي للبحوث في السنوات الخمس الأخيرة (2000- 2005) . حيث انخفضت النسبة من (36%) إلى (29%).
2- (85.4%) من البحوث أجريت بجهود فردية. و (1.2%) من البحوث أجريت بتخطيط وتمويل من المؤسسات والمنظمات العربية.
3- (48.2%) من البحوث اهتمت بالخصائص الشخصية للموهوبين. ونالت الموضوعات الأخرى نسب قليلة، وذلك كما يلي: الرعاية (14.5 %)، الكشف (13.4 %)، العوامل (6.4 %)، المسح والتقويم (6.4%)، التخطيط (4.1%)، الدراسات المقارنة (3.5 %)، والمفاهيم النظرية (3.5%).
4- (85%) من البحوث استخدمت المنهج الوصفي التحليلي، و(15%) استخدمت المنهج التجريبي.
5- (57%) من البحوث طُبقت على عينات تشمل النوعين (ذكور وإناث) ، و(40.3%)من البحوث أجريت على عينات من طلاب المرحلة الثانوية (أعمارهم بين 16- 19 سنة). و(5.7%) من البحوث أجريت على عينات من أطفال ما قبل المدرسة (أقل من 7 سنوات)، و(0.9%) من البحوث أجريت على عينات الموهوبين الكبار (أكثر من 25 سنة). و(47.1%) من البحوث استخدمت عينات ذات حجم أقل من (100) عينة، و(3.8%) من البحوث استخدمت عينات أكثر من (1000) عينة.
6- أما أهم الصعوبات التي واجهتها الدراسات العربية للبحث عن الموهوبين كانت: ندرة التخطيط والاهتمام الرسمي، وضعف الدعم والتمويل ، وغياب التنسيق والتكامل بين المؤسسات البحثية ، و عدم وجود قاعدة بيانات علمية شاملة عن الموهوبين ، وندرة وجود الكوادر العربية المدربة لإجراء البحوث. (سليمان , 2007 )
المبحث الثالث
المشكلات التي تواجه الموهوبين
مشكلات هيئات التعليم
إن المدارس والنظم التربوية في وقتنا الحاضر لم تطور نفسها بالقدر اللازم لتهيئة المناخ المناسب لتفجير طاقات الموهوبين وتوجيهها في المسار الصحيح ، ولإشباع حاجاتهم النفسية والتعليمية الخاصة
. ولذلك نجد أن هناك العديد من المشكلات التي تحول دون رعاية الطلاب الموهوبين في المدارس ، والتي من أهمها :
1 . استخدام تقنيات و محكات غير كافية مثل تقديرات المعلمين ، وعدم وجود أساليب حديثة للاختبارات المدرسية للكشف عن الطلاب الموهوبين ، لأن هذه الأدوات لا تعد كافية لتحقيق هذا الغرض وفي أحيان أخرى قد لا تعد مناسبة.
2 . عدم ملائمة المناهج الدراسية والأساليب التعليمية لرعاية الموهوبين يفشل كثير من الطلاب الموهوبين في تطوير جانب كبير من استعداداتهم بسبب المعوقات والضغوط التي تنجم عن عدم انسجامهم مع المناهج والأساليب التعليمية ووسائل تنفيذها وأساليب تقويمها في المدارس ، فهي لا تتناسب وقدراتهم كما لا توفر لهم فرص الدراسة المستقلة، ولا تحفز حبهم للاستطلاع وشغفهم للبحث وإجراء التجارب.
3.عدم وجود كوادر متخصصة سواء على المستوى التربوي أو المؤسسي أدى إلى قصور فهم المعلم للطلاب الموهوبين وحاجاتهم ,لذلك إن تطوير البرامج الدراسية بدرجة تحقق المتطلبات الأساسية لتنمية استعدادات الموهوبين يعد شرطاً ضرورياً لرعايتهم ، لكنه لا يعد كافياً ما لم يكن هناك معلم كفء للعمل مع هذه الفئات من الطلاب . فالمعلم هو عماد العملية التعليمية وأساسها ، وهو الذي يهيئ المناخ الذي من شأنه إما أن يقومن ثقة الطالب بنفسه أو يزعزعها ، يشجع اهتماماته أو يحبطها ، ينمي مقدراته أو يهملها ، يقدح إبداعيته أو يخمد جذوتها ، يستثير تفكيره أو يكفه ، يساعده على التحصيل والإنجاز أو يعطله
4. عدم توافر أخصائيين نفسيين مدرسين في الوقت الراهن يقومون بتطبيق الاختبارات والمقاييس النفسية كاختبارات الذكاء واختبارات التفكير الابتكاري ، واختبارات القدرات والاستعدادات الخاصة ، والتي تعاني هي أيضاً من مشكلة عدم تقنينها على البيئة العراقية .
5. عدم وجود تعريف موحد للطالب الموهوب:
 حيث نجد أن هناك اختلافاً كبيراً في المسميات بين العاملين في الميدان التربوي لمصطلح موهوب إذ يطلق عليه عدة مسميات مختلفة منها متفوق ، نابغة ، عبقري ، مبتكر ، ذكي ، مبدع ,لامع ... الخ .
 كما أن هناك اختلافاً في الطرق المستخدمة في تحديد هؤلاء الطلاب الموهوبين لدى المتخصصين ، فمنهم من يعتمد على الوصف الظاهري للسمات الشخصية كوسيلة لتحديد الموهوب ، ومنهم من يعتمد على معاملات الذكاء ، وفريق ثالث يستخدم مستوى التحصيل الدراسي ، وفريق رابع يعتمد على محكات متعددة تبعاً لتعدد القدرات الخاصة
6 . عدم إعطاء الطالب الحرية التامة في اختيار النشاط الذي يرغبه ويتوافق مع ميوله وهواياته.
7 . إهمال إنتاج الطلاب وإبداعاتهم وعدم إبرازها والإشادة بها ، وعدم توفر الحوافز التشجيعية للطلاب بالشكل اللازم سواءً على مستوى المدارس أو المحافظة .
8 . عدم توافر مقرات وأماكن خاصة بكل نشاط يمارس فيها الطلاب النشاط وذلك بسبب عدم وضع النشاط في الاعتبار عند تخطيط المدارس وكذلك بسبب عدم توفر المباني والوضع الأمني للبلد.
9 . عدم توافر الأدوات والآلات اللازمة للقيام بالأنشطة الفنية والمهنية كأدوات الرسم والكهرباء والسباكة والميكانيك بسبب عدم توفر المختبرات وان وجدت فهي لا تفي بالغرض المنشود .
10 . إن تخصيص حصة واحدة للنشاط أو التخطيط للنشاط في الأسبوع غير كافية .
11 . إن مطالبة المدرسين بتنفيذ النشاط أثناء اليوم الدراسي دون تخصيص أوقات معينة مطلب غير كاف إذا لم يتابع ويحاسب المقصر بعدم تنفيذه .
12 . قلة البرامج المعدة مسبقاً من قبل إدارات التعليم والتي تهدف للكشف عن الطلاب الموهوبين واقتصارها على التربية الفنية أو الإلقاء والتعبير والرياضة .
13 . عدم قدرة المعلمين الرواد في الأنشطة المختلفة على التخطيط لاكتشاف الطلاب الموهوبين وابتكار البرامج المناسبة ، بسبب عدم إيمانهم أو عدم مطالبتهم بذلك أو قلة خبرتهم أو جهلهم بالأهداف .
14. عدم إشراك الطلاب فعلياً في عملية التخطيط والتنظيم لبرامج النشاط بسبب الاهتمام بالأمور الشكلية والكتابية في النشاط ، وبسبب فقدان الثقة بين الطالب والمشرف على النشاط في الأنشطة الطلابية المختلفة . ( اللهيبي , 2006 . 25 ).
الإرشاد الأسري ودوره في تنمية قدرات الموهوبين
وتلعب البيئة الأسرية دوراً هاماً في مدى تطور نمو الطفل بشكل جيد. حيث أن المنزل يمثل البيئة الأولى الطبيعة التي ينشأ فيها الطفل وينمو. فكلما كانت البيئة مليئة بأساليب التنشئة السوية، لنمو الطفل، وكانت على دراية تامة باحتياجات الطفل ومطالب نموه، وتحاول إشباعها بالقدر المناسب وفي الوقت المناسب؛ فإن ذلك يعمل على الإسراع في نمو الطفل وتخطيه لنقاط ضعفه، والارتقاء بمستوى أدائه وكفاءته الشخصية. والعكس صحيح إلى حد بعيد لذا كانت أهمية التدخل المبكر.
إن المدرسة والأسرة لهما الدور الأكبر في تنمية شخصية الطفل، ويجب أن يسير الاثنان بخط واحد، والتعامل مع الأطفال بلغة الحوار، والتفاهم وإذا استطاعت الأسرة تفهم حاجات الأبناء ومطالب نموهم كان من السهل التعامل معهم، ويخفف ذلك من متاعبهم ويحل مشكلاتهم، ولذا فإن من الواجب توفير جميع المجالات الصحية والبدنية والحركية والعقلية والاجتماعية والفسيولوجية والانفعالية لهم بشكل علمي مدروس، والدور الحقيقي للأسرة هو الدور النفسي والمعنوي والذي يبدأ من الولادة وحتى مرحلة الرشد وقد يستمر إلى أبعد من ذلك، وهو دور أهم وأصعب، والحرمان الكثير من الحاجات النفسية التي لا بد أن تشبع منذ الصغر يتسبب في الكثير من المشكلات السلوكية والنفسية في المراحل اللاحقة.
أن الأسرة تلعب دوراً مهماً في تنمية شخصية الطفل المبدع فهي تعتبر الخلية الاجتماعية الأولى التي ينمو فيها وتتحقق فيها مطالبه الجسمية والنفسية والاجتماعية، كما أنها تمثل الإطار الأساسي للتفاعل الاجتماعي حيث تبدأ صور هذا التفاعل من علاقة الطفل بوالديه وإخوانه ثم تتسع دائرة العلاقات الاجتماعية لتشمل جماعات أخرى كالأطفال في الروضة والشارع والمدرسة ويتعلم الطفل أنماطاً من السلوك كاللغة وتكوين الصداقات والعادات وحب الاستغلال الشخصي كما يتكون لديه مفهوم الذات والضمير وعملية الاتصال بالآخرين.( الربيعي , 2006 ).
فالأسرة يجب أن تسهم في تنمية شخصية الأطفال وأن تزرع في نفوسهم روح القيادة والريادة من خلال المشاركة في الحصص، والمشاركة الدائمة في الإذاعة المدرسية والمؤتمرات تستطيع أن توصل رسالتها من خلال عرضها للمشكلات التي يتعرض لها الطفل.
ونؤكد أن المدرسة تلعب دوراً مهماً في تنشئة الموهوبين وتربيتهم حيث يقضي الطفل معظم وقته داخل الفصول الدراسية فهي البيئة الثانية التي ينمو فيها، ويكتسب المعارف والمعلومات ويتعلم المهارات الأدائية والاجتماعية ويتواصل مع الآخرين من الأفراد والمعلمين، لذا يجب الاهتمام بهذه البيئة وتهيئتها بما يحقق تنمية مهارات الطالب وتفعيل موهبته لكن أن لا تبتعد الأسرة عن التواصل مع المدرسة لرفدها بكل ظاهرة غريبة وتعتبر غير طبيعية بنظر الآخرين وأنه من الضروري على الأسرة متابعة أطفالها لمعرفة قدراتهم التحليلية خاصة في السنوات الأولى وبداية قدرتهم على الفهم ولما حولهم، ومعرفة كيفية التعامل مع الأشياء، وأن تكون الأسرة دقيقة الملاحظة لأنه لا يوجد طفل ليس لديه موهبة لذا من المهم رعاية الطفل الموهوب، واكتشاف موهبته ومعرفة قدرات الطفل وتميزه بعد ذلك بالنظر في أنماط التعلم والأسلوب الأمثل للتعلم والأشياء التي يحبها والتي لا يحبها، وللأسف بعض الأسر تقف عقبة أمام أبنائها وتعترض مظاهر نموهم العلمي وتكون سبباً في إحباطهم أحياناً وتعثر موهبتهم وتأخرها أحياناً أخرى. والأم هي العمود الفقري في تنمية شخصية الطفل وزرع القيم والأخلاق وحب القيادة والريادة في نفوس أبنائها أما المدرسة فدورها تعليمي أكثر من تربوي.
فالأسرة لها الدور الأكبر في تنمية شخصية الطفل وزرع القيم والأخلاق التي يجب أن يتربى عليها، لذا من المهم أن يكون هناك تعاون بين المؤسسات التعليمية والأسرة ووسائل الإعلام لأنها جميعها تسهم في بناء الفرد منذ الصغر وليس كل طفل يمكن أن نزرع فيه روح القيادة والريادة، فالمستويات تتفاوت لذا يجب أن تحرص الأم والمعلمة على ملاحظة الطلاب لأن هناك الكثير من المبدعين في مجالات متعددة وبحاجة إلى التشجيع.

















الجانب التطبيقي
نماذج تعليم الموهوبين
ورشة العمل التدريبية 1
طرق التدريس الحديثة فــــي مــــدارس الموهـوبين
الأهداف :
• تعريف المشاركين بمبادئ طرق التدريس الحديثة.
• تعزيز وتطوير قدرات ومهارات المشاركين في مجال التعليم وطرق أعداد الدرس
• تزويد المشاركين بتقنيات وأساليب حديثة لتخطيط الدرس
• أعطاء المشاركين الفرصة المناسبة لتبادل المعلومات والمشاركة في المؤتمرات الدولية لتلقي الخبرات والتقنيات

البرنامج: ورشة عمل تدريب مدربين طرق التدريس للموهوبين
اليوم الأول
س 1 الجلسة الأولى
طرق التدريس القديمة
اليوم الأول
س 2 الجلسة الثانية
طرق التدريس الحديثة استراحة بين الدرسين
اليوم الأول
س 3 الجلسة الثالثة
نشاط عمل فريق لخطة أعداد درس من ثلاثة مجاميع
اليوم الثاني
س 1 الجلسة الأولى
التقنيات الحديثة في طرائق التدريس استراحة بين الدرسين
اليوم الثاني
س 2 الجلسة الثانية
الأخطاء والمعالجات أثناء استخدام العصف الذهني

ورشة العمل التدريبية 2
ورشة تعليم التفكير
للمدربين حول تدريس طرق التفكير
مقدمة في ضوء دراسة طبيعة ومحتوى مناهج دراسة المرحلة الابتدائية، وسمات وخصائص هذه المرحلة، وتحليل الأدوار المتعددة المنوطة بمعلم الابتدائية، ونظراً للاهتمام الملحوظ بتعليم التفكير سواء من خلال تعليمه بشكل مستقل أو ضمن المنهج المدرسي. فمن المفيد الاتجاه في تعليم التفكير لطلبة المرحلة الابتدائية ضمن الأنشطة المتعددة المقدمة كالناشطات القصصية، والفنية، والحركية مع مراعاة طبيعة المفاهيم والمهارات التي يجب إكسابها للتلاميذ ونوع مهارة التفكير. ولعل الاهتمام بتعليم التفكير بصفة عامة وكفايات تعليم التفكير لمعلم دراسة المرحلة الابتدائية بصفة خاصة قد يساعدنا على تحقيق ما نأمل من أهداف.
لقد فرض هذا التغيّر في الحياة المعاصرة الاتجاه نحو تعليم المرحلة الابتدائية كيف يفكروا وكيف يطرحوا الأسئلة، وأن يكون لديهم مطلق الحرية في اكتشاف الحياة والبيئة من حولهم.
أهداف الورشة
• التعرف على مهارات التفكير المناسبة لأطفال الروضة والمرحلة الابتدائية
• التعرف على الطرق الأساسية لتعليم التفكير للأطفال.
• مساعدة الأطفال ليصبحوا مستكشفين ومفكرين مبدعين.
• التعرف على عشرات الأنشطة المستخدمة لتعليم التفكير في المرحلة الابتدائية.
• معرفة كيف يفكر الأطفال.
• التعرف على كيفية التكامل بين مهارات التفكير والأنشطة التعليمية .
محتوى الورشة
• أساليب تعليم مهارات التفكير .
• كيف ندرّب التلميذ على مهارات التفكير.
• مهارات التفكير الأساسية .
• التفكير الإبداعي والناقد واستخداماته داخل المرحلة الابتدائية
• تطبيقات عملية على مهارات التفكير.
التصنيف/ التحليل/ التعرّف/ إصدار الأحكام/ التخيّل/ التركيب/ المقارنة ...... الخ

المستفيدون من الورشة • مدراء المدارس
• المعلمون والمشرفون التربويون
• مشرفون رياض الأطفال.
• معلمات رياض الأطفال.
• معلمي ومعلمات مدارس المرحلة الابتدائية
• المهتمون ببرامج الطفولة المبكرة.
• الأمهات
مدة الورشة ثلاثة أيام بواقع أربع ساعات في اليوم الواحد
توقيت الورشة 9:00 ولغاية 1:00 ظهراً
قائد الورشة مركز البحوث والدراسات









الاستنتاجات والتوصيات
نستخلص من كل ما تقدم أعلاه إلى تفشي الأمية وبشكل فاضح، بعد أن ترك الكثيرين مقاعدهم الدراسية لمساعدة ذويهم في كنف العيش، والذي بات مستحيلا بين أفراد المجتمع وخصوصا المجتمع التعليمي الذي لم يحصل على مكافآت لجهوده المضنية التي يقدمها كل يوم بعد أن أصبح شعار الجميع هو الصراع من اجل البقاء للحصول على رمق العيش كما أن المستمرين بالدراسة هم أيضا يحسبون بالأغلبية المطلقة أميين في التعليم بسبب الخلل في العملية التعليمية وان استفتاءا بسيطا يظهر ضعف المستوى التعليمي لطلبتنا في الإملاء حتى في المراحل المتقدمة والرياضيات وخصوصا جدول الضرب والدروس العلمية كالفيزياء والكيمياء كل هذا يوحي إن هنالك خلالا كبير يعاني منه الجميع.
وللأسباب الموضحة في أعلاه وللمشاكل التي سنوضحها آنفا بات علينا جميعا إعادة التفكير ومعالجة ما يأتي وبالطرق التربوية الحديثة:

أولا: تشكيل اللجان المتخصصة من الكفاءات العلمية لإعادة النظر في كافة القوانين والتشريعات والأنظمة التربوية الصادرة إبان النظام البائد، والتي تعتبر اغلبها جائرة ولا تتناسب والتطورات التي يعيشها المجتمع التربوي في ظل توجهاته الديمقراطية.
ثانيا: إعادة تأهيل جميع الكوادر، والقيادات التربوية، وفي شتى اتجاهاتها بإدخالهم في الدورات والحلقات التدريبية العملية، والنظرية ولفترات طويلة جدا.
ثالثا: إعادة النظر في جميع المناهج الدراسية، وبكافة مراحلها وخصوصا تلك التي وضعت برامجها لخدمة عقلية محددة، والذي أراد من خلالها خدمة مصالح ونظريات خاطئة لمسخ العقول النيرة.
رابعا: تشديد المراقبة على القيادات التربوية، وإثرائهم بتجارب الآخرين من البلدان المتقدمة.
خامسا: إلزام الجميع، وكل من موقعه بإعادة العمل بالمؤتمرات العلمية لمناقشة السلبيات التي واجهتهم خلال كل فصل دراسي، وكذلك تعضيد الإيجابيات التي أدت إلى دفع عجلة التطور إلى الأمام للاستفادة منها وتطويرها للصالح العام.
سادسا: إعادة النظر في تقييم الإدارات، والمعلمين (التقويم السنوي)، واستخدام مبدأ الثواب والعقاب في هذا التقويم، وكما كان معمولاً به سابقا، مع إخضاع الضعفاء منهم للدورات التأهيلية التي تمكنهم من الارتقاء بوظيفتهم، والتي تعتبر من أسمى الرسالات لخدمة مجتمعهم المدرسي.
سابعا: تشجيع الطلبة الموهوبين علميا، وإدخالهم في دورات ومعسكرات خلال العطل، وإرسال الموهوبين منهم إلى الخارج للاطلاع على تجارب الآخرين، ومعايشة من يمتلكون نفس الصفات والمؤهلات العلمية.
ثامنا: استخدام الوسائل التعليمية الحديثة ذات الأثر الفعال، والتي بإمكانها إثراء الطلبة بالمعلومات المهمة، وفي جميع المراحل الدراسية وخصوصا استخدام الحاسوب والإنترنت والمختبرات العلمية التي تفتقر أليها جميع المدارس وبدون استثناء.

تاسعا: صرف أجور معيشية للطلبة الفقراء، وإعادة العمل بنظام الأقسام الداخلية، وخصوصا لطلبة الأقضية والنواحي، أو من ذوي الدخول المحدودة، والأيتام ليكون ذلك حافزا للجميع على مواصلة دراساتهم بعد توفير جميع الإمكانيات لهم وكما كان معمول به سابقا.
عاشرا: إعادة العمل بنظام تبادل الزيارات بين الهيئات التعليمية لتبادل الخبرات والتجارب، وهذا ما سيؤدي إلى تطوير الكفاءات الشخصية.
حادي عشر: تطهير المؤسسات التربوية من العناصر التي لا تملك الكفاءة، بإبعادهم عن المؤسسات التربوية من خلال إحالتهم للوظائف المدنية الأخرى، وخصوصا أولئك الذين لا يتورعون من الاستمرار بالفساد والرشوة.
ثاني عشر : عقد ورش العمل والتنسيق من المعاهد الدولية أو المدربين الدوليين في العراق للمساعدة في إعداد كوادر تمتلك المؤهلات في طرق التدريس الحديثة التي أصبحت جزء أساس من العملية التربوية والتعليمية في الدول المتقدمة.

ثالث عشر : استخدام تقديرات أولياء الأمور ، وتقديرات الطلاب عن أنفسهم وكذلك تقديرات الزملاء عنهم ، وأن يتم العمل على تقنينها من خلال استمارة مخصصة لذلك مما يجعلها تتسم بالدقة والموضوعية .
رابع عشر : توفير اختبارات الذكاء واختبارات التفكير ألابتكاري ، واختبارات القدرات والاستعدادات الخاصة وتقنينها على البيئة العراقية .
خامس عشر : التبكير في اكتشاف الطلاب الموهوبين وعدم الانتظار لأعمار متأخرة خشية اكتسابهم أساليب وعادات معوقة لتكيفهم مع النظم التربوية والتعليمية والبرامج المكثفة ، بالإضافة إلى ما يترتب على تأخير اكتشافهم من تعريض طاقاتهم للهدر .
سادس عشر : توفير أخصائيين نفسيين مدرسين ، مع تدريب المعلمين على استخدام الأدوات التي تساعد على اكتشاف الطلاب الموهوبين ، وكذلك تطوير كفاءاتهم في ملاحظة المظاهر السلوكية الدالة على الموهبة في المجالات المختلفة لدى التلاميذ ملاحظة عملية منظمة .
سابع عشر :- إنشاء نادي للموهوبين على مستوى كل منطقة تعليمية ، ينظم إليه الموهوبين في المنطقة التعليمية ويشرف عليه ذوو الاختصاص والخبرة .



الخاتمة
نتمنى أن نكون قد وفقنا في دراستنا حول دراسة حول تنمية مهارات التفكير الإبداعي
وطرق الكشف عن الموهوبين والمبدعين نماذج نظرية وتطبيقية عملية وان يأخذ القائمين على العملية التدريسية بجدية سبل تطوير السياسة التعليمية وان توجه بالشكل الصحيح لا أن تركن الدراسات المقدمة من قبل المتخصصين بهذا المجال على الرفوف والتفاخر بوضعها كنشاط مكتبي في حين لو أخذت الدراسات السابقة ممن سبقنا بها لما كان حال العملية التعليمة أن تصل إلى هذا المستوى من التدني لكننا نعتقد إن القيادات التربوية الحالية قد أخذت على عاتقها مسؤولية كبيرة ونذرت نفسها لتكون المثال الذي يقتدي به للأجيال القادمة ومن الله التوفيق












المصادر
- إبراهيم بن احمد مسلم الحارثي , ندوة الإثراء وحماية المبدعين , السعودية , وزارة التعليم العالي. 2007.
- احمد الربيعي , دور الأسرة في تنمية الإبداع والذكاء , 2007 , العراق.
- احمد السليمان , ندوة دار المعلمين , وزارة التربية , السعودية ,2007.
- د. أمل العبد الله , كيفية تنمية الإبداع العربي,2006, دار الميمونة للنشر , الإمارات.
- جالتون ونظرية التفكير الإبداعي , ترجمة عبد الوهاب الركابي , المكتبة الالكترونية المصرية , دار الثقافة والنشر , 2005 , ترجمة حرفية للنص.
- د. حازم محمد اللهيبي , أساليب طرق التدريس الحديثة لتنمية مهارات الإبداع, 2006 .
- د. عصام عبد الله ألعسيري , ندوة الإثراء وحماية المبدعين , السعودية , وزارة التعليم العالي. 2007.
- د. عبد الناصر الجراح , المهارات الفكرية , 2007 , الأردن .
- د. على الحمادي، , سلسلة الإبداع , 2005 , دار الكويت للنشر.
- د. عدنان يوسف العتوم, تنمية مهارات التفكير,2007, دار المسيرة , الأردن.
- لويس معلوف , المنجد في اللغة والأدب والعلوم ,1956 , بيروت.
- المعهد الدولي للتدريب والتأهيل , برنامج اكتشاف القدرات الإبداعية ,2006 .
- د. موفق بشارة , المهارات الفكرية نماذج وتطبيقات , 2007 , عمان .
- مركز البحوث والدراسات , الجامعة الوطنية العراقية , دراسة بعنوان المهارات الإبداعية وطرق تطويرها, 2006 .
- منظمة اليونسكو , سلسلة حماية التعليم والمفكرين , 2003 , منشورات عالمية.
- مرفت السجان , ندوة الإثراء وحماية المبدعين , السعودية , وزارة التعليم العالي. 2007.
- د. لويس بيتر , دراسة بعنوان التفكير والموهبة رديفان ,مؤتمر التنمية الفكرية للنادي الاجتماعي الدولي, القاهرة ,2006 .